الثورة _ ناصر منذر:
وسط استمرار الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمة الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن لمجرمي الحرب الصهاينة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة المنكوب لليوم الـ 335 براً وبحراً وجواً، مستهدفاً التجمعات السكنية وخيام النازحين، وموقعاً عشرات الشهداء والجرحى، رافضاً دخول الفرق الطبية التابعة للحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق شرق صلاح الدين، وسط تجدد المطالبات الأممية بضرورة وقف العدوان فوراً، والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية بشكل عاجل، ودعوات لضرورة دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة لتنقل بتجرّد الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي تحتاجها، إلا أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل تلك المطالبات، ويمعن بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء القطاع المنكوب.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية مجزرتين في قطاع غزة وصل من ضحاياهما إلى المستشفيات 17 شهيداً و56 جريحاً، مشيرة إلى أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ335 على القطاع ارتفع إلى 40878 شهيداً و94454 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء في قصف الاحتلال خيام نازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب أكثر من 10 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين بمواصي خان يونس.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بينما قصف طيران الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح.
وأطلقت آليات الاحتلال نيرانها، وسط قصف مدفعي تجاه حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والمنطقة الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع عشرات الجرحى.
وأفادت وكالة وفا، بأن مسعفين نقلوا 3 شهداء وجرحى في استهداف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في محيط مدرسة شهداء الزيتون بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وعلى المنازل شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما نسف جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض التنسيق لدخول الفرق الطبية التابعة للحملة الطارئة للتطعيم ضد شلل الأطفال في مناطق شرق صلاح الدين، وذلك في اليوم الأول للحملة في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة، والمتواجد بها نسبة كبيرة من الفئة المستهدفة من الأطفال، مناشدة كافة المؤسسات والجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنجاح حملة التطعيم بالوصول إلى كافة الأطفال في أماكن تواجدهم.
من جانب آخر دعا المفوض العامّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الصحفيين ومؤسسات الإعلام الدولية إلى الضغط على (إسرائيل) للسماح بدخول طواقم الصحافة إلى قطاع غزة لتنقل المعاناة فيه بحُرية.
وقال لازاريني في منشور على منصة إكس نقلته وكالة وفا: (تغطية الصحفيين الدوليين للصراعات والحروب هي من الثوابت، لكن ليس في غزة).
وشدد على أن (دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة أمر ضروري لتنقل بتجرّد الاحتياجات الإنسانية الهائلة والجهود المكثفة التي تبذلها منظمات الإغاثة رغم كل الصعاب).
إلى ذلك جددت مسؤولتان أمميتان، التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة، وتعزيز المساعدات الإنسانية المقدمة إلى القطاع.
وأكدت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روز ماري ديكارلوعلى ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية.
من جانبها، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو إن (التطورات الأخيرة في غزة والضفة الغربية تدفعنا إلى التأكيد مرة أخرى على القيمة المتساوية لكل حياة بشرية).
وأشارت إلى أن هدف القانون الدولي الإنساني هو الحد من عواقب الحرب من خلال وضع الحد الأدنى من معايير السلوك بهدف حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم.
