تاهت كرتنا بين هدف مرحلي وبين غايات بعيدة المدى، وتشتت الجهود لأننا نهوى العودة إلى نقطة الصفر كلما تغيرت الوجوه وتبدلت المواقع، ولأننا لا نعمل بعقلية مؤسساتية، بل بأهواء تبحث عن البروز والإشادة والإشارة بالبنان!
تتكرر المشاهد وتتابع الفصول والحلقات، وكأننا أدمنا لعبة الكراسي الموسيقية، مستعدون دائماً لإلصاق التهم بظهور المدربين الذين يتعاقبون على منتخباتنا، وننسى أن المشكلة في المضمون وليست بالشكل، في البنية وليست في المهندس الذي يضع تصميماً للبناء!.
فترانا نبحث عن فوز تارة، وعن عدم الخسارة تارات، لنقنع أنفسنا أننا نسير وفق منهج مدروس ومتوازن، بات الفوز مطلباً وديدناً نعقد على وقع صداه حلقات الدبكة والأهازيج، ولا بأس بكرنفالات الفرح ..
هل نريد منتخباً يحقق انتصارات ويشق طريقه في وسط زحام الخيبات نحو لقب أوتتويج، أو حتى تجسيد حلم التأهل إلى كأس العالم؟.
أم علينا التفكير ملياً في إحداث نهضة كروية شاملة، تكون الألقاب والتتويج والتأهل احدى تجلياتها ونتيجة لمقدماتها؟.
أيهما أولى؟ وأيهما أنجع وذو ديمومة؟ يبدو السؤال سهلاً جداً، والإجابة عليه بديهية! لكن هذا ليس مربط الفرس، وإنما ماذا نفعل لبلوغ المرام ونيل المنى؟!.