الثورة – رفاه الدروبي:
الطفولة إنَّها الغرس المأمول لبناء مستقبل الأمة كانت في ندوة نظَّمها فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب، حاملة عنوان: “دمشق في عيونهم” شارك فيها الأطفال في سن الثامنة ربيعاً “حمزة وغياث سبانو، تالا البدوي، وهيلين قرفول”، إذ ترأس الجلسة الأديب أسعد الديري وقدَّمت القراءة النقدية لينا الزيبق.
واعتبر رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور أنَّ الأطفال الأساس بالنسبة للاتحاد، وبناءهم يُؤسِّس لبناء الشباب والوطن، فسورية في عيونهم وقلوبهم دائماً.
– دمشق عشقهم..
فاتحة الندوة أنشد حمزة وغياث سبانو كلٌّ على حدة قصيدة لدمشق ومنها “نجوى” من روائع الشاعر السوري خير الدين الزِّرِكلي:
العينُ بعدَ فِراقها الوَطَنا لا ساكِنًا ألِفَت ولا سَكَنا
رَيَّانةٌ بالدَّمع أقلقَها ألا تُحسّ كرى ولا وَسَنا..
الزركلي كتب قصيدة نتيجة تواجده بعيداً عن وطنه الأم سورية، فقال: إنّ عينيه بعد أن فارقتا أرض الوطن وأمكنته وسكانه؛ لم تعد تألف الناس ولا المساكن المعاش فيها، بل يعيش حزيناً دائم البكاء والقلق، أصابه الأرَق فلا تنعم عيناه بالنوم ولا الراحة ولا أيّ شيء من ذلك.
وأتبعتهما الطفلة هيلين قرفول قصيدة “دمشق يا جبهة المجد” للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري:
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا
وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا
وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً
إلاّ إليكِ، ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا..
كما ألقت الطفلة تالا البدوي قصيدة عن دمشق لنزار قباني، وأخرى للشاعر كريم معتوق عن الأم فأنشدت:
أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ
والشعرُ يدنو بخوفٍ ثم ينصرفُ
ما قلتُ والله يا أمي بقافيةٍ
إلا وكان مقاماً فوقَ ما أصفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها
غيمٌ لأمي عليه الطيبُ يُقتطفُ
والأمُ مدرسةٌ قالوا وقلتُ بها
كل المدارسِ ساحاتٌ لها تقفُ
ها جئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي
كأنما الأمُ في اللا وصفِ تتصفُ
إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً
ها قد أتيتُ أمامَ الجمعِ أعترفُ..
أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتَّاب العرب أيمن الحسن قرأ قصصاً قصيرة لأطفال من سورية وفلسطين والصومال والعراق، مبيِّناً جمال كتاباتهم وسحر قلمهم والتزام مفرداتهم الوطنية والقومية.
– رعايتهم..
بدورها عضو اتحاد الكتَّاب العرب- جمعية أدب الأطفال.
لينا الزيبق قدَّمت قراءة نقدية مضمونها: إنَّ هناك إشراقات واعدة، لذا يلعب الاتحاد دوره عندما يكون لدى الأطفال موهبة، ولابدَّ من التمسُّك بهم ورعاية مواهبهم حتى تحقيق أمنياتهم، وشدَّدت على دور القراءة لأكثر من كاتب ليصبح لدى الطفل مخزون فكري حسبما قرأ من الكلمات ما يؤدِّي إلى تطور أفكاره، ثم حثَّتهم على عدم الخوف والشجاعة أثناء الإلقاء وإبراز الإحساس، مُبيِّنةً أنَّ النقد يعني ارتقاءهم للأحسن، ووضع الخطوط لاستثمار طاقات الأطفال، والمضي قدماً.. فمتى امتلك الطفل إلقاء الشعر والصوت وعرف استخدام مخارج الحروف، استطاع أن يتفرد بموهبته ويتألق، وسيتمُّ رعاية المواهب المشاركة في الأمسية باتباعهم ورشة عمل ينظِّمها الاتحاد لتأسيس لغة سليمة، حيث التقينا بمواهب ذات مستوى جيد ولديها نتاجات يُمكن نشرها في مجله الفيحاء التابعة للاتحاد.
– تركه على سجيته..
من جهته الدكتور عبد الله الشاهر رأى أنَّ أدب الأطفال لم يحصل على مساحة واسعة من الاهتمام تمتد لفترة طويلة في سورية، وهناك سعي في مقدمة النتاجات الأدبية لرعاية الأدب الطفلي، لكن يجب ترك الطفل أثناء إلقاء المادة الأدبية على سجيته، والتعبير عن كلِّ ما يريده لمعرفة مستوى الأفكار لديه وتصحيحها، فالطفل عندما يلقي قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش تمتاز بصعوبتها يرتفع مستواه ويكسر حاجز الخجل والخوف فيغدو جريئاً متمكناً.
وغالباً لا يعرف المعاني لكنه يُمثِّلها لفظاً وحركة وأسلوباً، ونستطيع أن نُقوِّم النتاجات والأبعاد والتوجيهات حسب اهتمامات الطفل وتوظيفها بالسلوك والمهارات، إضافة إلى تقديم الهدايا التشجيعية والتثقيفية من منشورات الاتحاد، ولا يمكن تنمية المواهب إلا بعدم الاستهانة بها خشية انحرافها باتجاهات أخرى.