الثورة – طرطوس – فادية مجد:
تعتبر تجربة دمج الطلاب ذوي الإعاقة في المدارس من التجارب المهمة التي قامت بها وزارة التربية والتي أثبتت أهميتها وضرورتها لانخراط تلك الفئة مع بقية أقرانها..
لتسليط الضوء على تجربة دمج الطلاب ذوي الإعاقة في محافظة طرطوس وعدد المدارس الدامجة ومدرسيها، تواصلت صحيفة الثورة مع رئيس دائرة البحوث في مديرية التربية الدكتورة مايا بركات والتي بينت أن دمج الطلاب ذوي الإعاقة في مدارس المحافظة يعتبر من التطورات الهامة في مجال تعليم الأطفال ذوي الإعاقة، وتقوم إستراتيجية الدمج على أساس تعليم الأطفال من ذوي الإعاقة مع أقرانهم العاديين في نفس الفصول الدراسية.
يتناسب مع الاحتياجات
ورأت بركات أن فلسفة الدمج تنطلق من مبدأ أساسي هو أن الأطفال من ذوي الإعاقة مهما تعددت وتنوعت احتياجاتهم، لديهم قدرات وبواعث للتعلم والنمو والاندماج في الحياة العادية للمجتمع مثلهم مثل الأشخاص العاديين، وهذا ما أكدته المواثيق الدولية على مبدأ العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع، موضحة أن الأفراد ذوي الإعاقة يحق لهم أن يتمتعوا بالحقوق الأساسية كافة مثل أقرانهم العاديين ممن هم في مثل عمرهم الزمني، مهما تنوعت الإعاقات التي لديهم، ومن أهم تلك الحقوق تلقي تعليم يتناسب مع احتياجاتهم الفردية.
وذكرت أن وزارة التربية تبنت تجربة الدمج الشامل منذ عام 2004، والذي يتمثل في التعلم الفعال للأطفال ذوي الإعاقة عند التحاقهم بالمدارس الرسمية.
إيجابيات الدمج
وحول الإيجابيات التي يحققها دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة أكدت بركات أنها تساعد على تحقيق الذات لدى ذوي الإعاقة ويزيد من دافعيتهم نحو التعلم، ويسهم في تعديل اتجاهات وتوقعات المعلمين والطلاب نحو الأطفال ذوي الإعاقة، كما يساعد المعلمين على تقدير الفروق الفردية، وجعل الطفل العادي يتقبل الطفل ذوي الاحتياج.
وعن شروط الدمج الناجح قالت: “إنها تتمثل بتجهيز المدرسة الناجحة من ناحية تأمين المرافق المناسبة وتوفير بيئة آمنة للطلبة ذوي الإعاقة، وإعداد الكوادر الإدارية والتعليمية من ناحية مفهوم الدمج وتقبله”.
وبخصوص المدارس الدامجة في محافظة طرطوس أكدت أن عددها يبلغ 25 مدرسة دامجة، اثنتان منها حلقة ثانية وهي مدرسة الشهيد محمد كناج ح2 في المدينة، والمقلع ح2 في مدينة الدريكيش، بينما تتوزع بقية المدارس ح1 في المدينة والمناطق التعليمية كافة، في المحافظة، لافتة إلى أنه يتم قبول الأطفال في هذه المدارس وفقاً للتعليمات الوزارية الناظمة لقبول الأطفال من ذوي الإعاقة، مضيفة أنه ما يتم قبولها هي الإعاقات السمعية والبصرية والعقلية والتوحد فرط الحركة واضطراب النطق.
اختيار المعلمين
وبالنسبة لشروط اختيار معلمي تلك الفئة (معلمات المصادر) أشارت إلى أنه لابد من أن يحمل معلمو تلك الفئة إجازة جامعية في التربية قسم التربية الخاصة أو التربية أو علم نفس أو معلم الصف، أو يحمل شهادة أهلية تعليم مع تعميق تربوي، إضافة لخضوعه لدورات تدريبية في التعامل مع ذوي الإعاقة وخبرة في التعليم لا تقل عن خمس سنوات، مع التمتع بالموضوعية، الاتزان الانفعالي والنطق السليم، والمهارة في استخدام الوسائل التعليمية وأهم الدورات التي تم تنفيذها من قبل وزارة التربية (دورات بريل للمكفوفين، ودورة صعوبات التعلم، والدمج، واضطراب فرط الحركة، وتعديل السلوك).
وختمت بالقول.. إن غرف المصادر مجهزة بالعديد من الوسائل والأدوات من صور ومجسمات، بالإضافة إلى مرآة النطق، وآلة بريل للمكفوفين، وجهاز حاسب، وشاشة عرض، ويدخل إليها التلاميذ من ذوي الإعاقة لجزء من اليوم الدراسي وفق خطة تربوية فردية لكل طفل، يتلقون خلالها المساندة التعليمية والتربوية الخاصة كل حسب نوع إعاقته بالتعاون مع معلم الصف.