الثورة – رنا بدري سلوم:
عيونهم الصغيرة ترنو إلى كل ما في المكتبة من ألوان وقرطاسيّة وحقائب مدرسيّة، لكن الفقر المدقع الذي بان على ملابسهم والحرمان وقف عائقاً أمام عالمهم الطفولي الحالم بكل شيء جميل، في كل مرة أدخل المكتبة أجد هؤلاء الأطفال الذين يستحقّون الإحسان.
لم تكفّ الأيادي البيضاء في مجتمعنا من تقديم ما يمكن من مساعدة في زرع ابتسامة وجبران خاطر عند الكثير ممن بحاجة إلى المساعدة، ولاسيما في الموسم الدراسيّ، وخاصة في الأرياف ولا نستثني بلدة عن أخرى فمنذ إعلان المدارس بفتح أبوابها بدأت جهود المجتمعات الأهليّة بالتعاون مع الأيادي البيضاء، بتقديم المستلزمات المدرسيّة والقرطاسيّة، وكان منهم أهالي بلدة أشرفية صحنايا.
تواعد الأطفال عند الساعة الخامسة مساء يوم أمس، يصطفون بالانتظار ليتلقوا حصّتهم من القرطاسيّة، وذلك بعد أن سجلوا أسماءهم في مدارسهم.
الطّفلة لمى لم يسجل اسمها ضمن قوائم التوزيع، ومع ذلك كانت ابتسامتها البريئة وإصرارها على أن تأخذ قرطاسية جعلها تحصل على ما تريد.
يقول العم نايف المكاكي- وهو من الأيادي البيضاء في البلدة، والذي أشرف على هذه المهمة الإنسانية: نحن خجالى أمام الأطفال في تقديمنا هذه الكمية القليلة، وكنا نود أن نوزع لجميع الأطفال نظراً لارتفاع أعداد الأطفال الأيتام والفقراء والمحتاجين في البلدة، مضيفاً أنه تم توزيع القرطاسيّة للبعض، وتأمين “مواعين” الأوراق لمدارس المرحلة الابتدائية في أشرفية صحنايا ريف دمشق والتي يبلغ عدد سكانها نحو المليون ونصف المليون نسمة، وهذا عدد كبير للغاية مقابل عدد الجمعيات الخيريّة التي تعنى بالشأن الإنساني والإغاثي، والتي لم تقصر في تأدية واجبها في خدمة الإنسانية.
وعن المواد التي تم توزيعها يشير المكاكي أن لجنة الوقف في البلدة أمنت مواعين ورق لكل مدرسة ابتدائية حسب عدد التلاميذ الموجود فيها، كما قامت اللجنة بشراء بطارية 55 أمبيراً لإذاعة مدرسة الشهيد زيد بدران حلقة أولى.