التنمر المدرسي.. ودور المرشد التربوي والأهل في الحد منه

الثورة – طرطوس – فادية مجد:

تعد ظاهرة التنمر المدرسي من أهم المشكلات التي تعترض طلابنا في مدارسهم، والتي إن لم يكن هناك فهم واستيعاب ومعالجة شاملة لتلك الظاهرة، فإنها ستترك آثاراً نفسية تؤثر على شخصية وتوازن الطالب الذي تعرض للتنمر.. فما هو التنمر وما هي أشكاله وما دور المرشد في المدارس في الحد منه.
لمعرفة المزيد تواصلت “الثورة” مع موجهة الإرشاد الاجتماعي في مديرية تربية طرطوس سوسن عمران، والتي عرفت بداية التنمر المدرسي بأنه شكل من أشكال النشاط المنحرف الذي يقوم به الطالب أو مجموعة من الطلاب، لغرض السيطرة على الآخرين وترهيبهم أو تخويفهم بالقوة، عن طريق الاعتداء عليهم أو على الآخرين، بغرض التقليل منه أمام زملائه للإضرار به، سواء أكان الضرر نفسياً أم جسدياً، وهدفه الأساسي اكتساب السلطة على حساب شخص آخر.
وأضافت أن هناك مجموعة من السمات التي تميز الطلاب الأكثر عرضة للتنمر، وهم (الطلاب الخجولون أو الذين لا تربطهم صداقات مقربة مع أقرانهم، والطلاب الذين تعودوا على تلقي الحماية المفرطة من آبائهم، والطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة)، كذلك في حالة الاختلاف الثقافي أو الديني أو العرقي عن أغلبية الطلاب في المدرسة, هم أيضاً من الذين يكونون عرضة للتنمر أيضاً.
أنواع التنمر المدرسي
وذكرت أن للتنمر المدرسي بين الأطفال والمراهقين أنواعاً، هي التنمر الجسدي، ويظهر بين الأطفال في المدرسة من أمثلته الضرب، أو الدفع، أو أخذ الأغراض عنوة أو إتلافها، ويمكن أن يحث الطفل المتنمر الآخرين على إيذاء طفل آخر.
وهناك التنمر اللفظي، ويتضمن سخرية الطفل المتنمر من أحد زملائه، من خلال إطلاق تعليقات سلبية على مظهره أو مقتنياته، أو من خلال إهانته واستخدام الألفاظ النابية عند التحدث معه.
والتنمر الاجتماعي وهو الأكثر انتشاراً بين البنات خاصة، ويتضمن نشر الشائعات أو قصص مسيئة عن الآخرين، أو الانفراد ببعض الأصدقاء واستبعاد آخرين من المجموعات.
وأخيراً هناك التنمر الإلكتروني، ويحدث في هذا النوع من التنمر استخدام الطفل أو المراهق لوسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء زملائه أو مضايقتهم، أو نشر معلومات مسيئة عنهم، وقد يقوم الطفل بذلك مع إخفاء هويته، ما يصيب الطفل المُتنمَّر عليه بالخوف والشعور الدائم بعدم الأمان.


الأسباب
وعن أسباب ظاهرة التنمر أفادت عمران أن أغلب الأطفال يكتسبون سلوك التنمر نتيجة لظروف اجتماعية أو نفسية يمرون بها، ومن الأسباب الشائعة التي تجعل الأطفال يتنمرون هي بأن يكون الطفل المتنمر غالباً ضحية سابقة للتنمر، أو الانضمام لمجموعة المتنمرين طلباً للشهرة أو الإحساس بالتقبل من الآخرين، أو لتجنب تعرضهم للتنمر.
ومن الأسباب أيضاً اكتساب وتعلم العدوانية والتنمر في المنزل، أو في المدرسة، أو من خلال وسائل الإعلام، كما أن الشعور بالإهمال والتجاهل في المنزل، أو وجود علاقة سيئة مع الأبوين والشعور بالضعف والعجز في حياتهم من المسببات أيضاً، فحين يتم تضييق الخناق على الطفل بشكل كبير، فإنه في بعض الأحيان يبحث عن طرق أخرى للحصول على القوة وممارسة السيطرة على الآخرين، إضافة لأسباب أخرى مثل الغيرة والبحث عن الاهتمام لجذب الانتباه والافتقار إلى الشعور بالأمان النفسي والعاطفي وتجارب سابقة نتجت عن تعلم أن التنمر يؤدي لتحقيق الرغبات.
آثاره
وحول الآثار التي يتركها التنمر ذكرت عمران أنها تختلف باختلاف شخصيات الأطفال وباختلاف شدة السلوك المسيء ومدته على قوة الآثار التي يتركها على الطفل، مبينة أنه من الآثار الشائعة التي يتركها التنمر على الطفل فقدان الثقة بالنفس، وكذلك فقدان التركيز وتراجع الأداء المستوى الدراسي، والخجل الاجتماعي والخوف من مواجهة المجتمعات الجديدة مع احتمال حدوث مشكلات في الصحة النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، وحدوث حالات انتحار.
علاجه
وأوضحت عمران أن علاج التنمر تقع مسؤوليته الكبيرة على عاتق المدرسة من خلال المرشد الاجتماعي أو النفسي، وكذلك المعلمين أثناء اليوم المدرسي للحد من أي إساءة أو إيذاء، وذلك من خلال استدعاء ولي أمر الطالب المتنمر، والبحث عن الأسباب التي أدت لذلك وعلاجها بالطريقة الصحيحة لمنع تكرارها في المستقبل، ومن جهة أخرى يقع جزء من المسؤولية على أولياء الأمور من خلال زرع الوعي لدى أبنائهم بصفات المتنمرين في المدرسة وأن أي عنف اتجاههم يجب أن يسارعوا ليبلغوا به المدرسة لاتخاذ الإجراء المناسب.

دور الإرشاد

وبينت أن دور الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس يتمثل بتقديم الإرشاد والعلاج النفسي لمختلف الطلاب من خلال حصص التوجيه الجمعي، مع القيام بجلسات الإرشاد الجماعي لمن يتعرضون للتنمر وكذلك للمتنمرين لتقديم الخدمات النفسية وتعديل السلوك العدواني للطلاب، مع معالجة كثير من السلوكيات غير المقبولة التي قد تقود إلى سلوكيات عنيفة، مثل الإهمال الزائد في المدرسة ومشكلات الغيرة بين الزملاء من الطلاب وعدم التكيف النفسي والانسحاب، وضعف التحصيل وصعوبات التعليم.

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية