الثورة _ راغب العطيه:
منذ عملية طوفان الأقصى، تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها الإجرامية بحق الأسرى داخل معتقلاتها، ما يفاقم معاناتهم، حيث تتبع تلك القوات سياسة انتقامية بحقهم قائمة على التنكيل والعقاب بهدف كسر إرادتهم، حيث تشهد معتقلات الاحتلال اكتظاظاً عالياً لارتفاع عدد الأسرى، وتشديداً كبيراً لظروف الاعتقال تمس بشكل كبير بكرامة الأسرى وإنسانيتهم، وان الأسرى منقطعون بشكل كامل عن العالم الخارجي، ويتعرضون للتجويع، والتنكيل والتعذيب المستمر، والبرد القارص، وغياب الرعاية الطبية ومستلزمات النظافة الشخصية بشكل كامل، وقد أدت هذه الظروف اللاإنسانية إلى استشهاد العديد منهم.
وفي هذا الإطار قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الخميس: إن الأسرى في معتقل جلبوع يعيشون حياة وصفتها بالجحيم والموت.
وأوضحت الهيئة نقلاً عن محاميها الذي تمكن من زيارة أسرى في معتقل جلبوع قبل يومين، أن الاحتلال يستهدف الوضع النفسي للأسرى من خلال تحطيم معنوياتهم، والإهانات الجسدية واللفظية، إذ أن الضرب والشتم تحول لروتين ثابت، إلى جانب إجبار الأسرى على الجلوس بوضعيات معينة خلال إجراء العدد، حيث يجبرون على الركوع على الأرض وأيديهم على رؤوسهم ووجوههم نحو الحائط، ويفرض عليهم السير على خطوط مرسومة على الأرض خلال الخروج للفورة والتحرك فيها.
وبينت الهيئة، أن الطعام الذي يقدم للأسرى مازال سيئاً كماً ونوعاً، كما أن هناك نقصاً حاداً في الملابس والأغطية، إلى جانب انتشار الأمراض الجلدية، وغياب لمواد التنظيف والمعقمات، كما أن عزل الأسرى عن العالم الخارجي مستمر حتى في إطار تواصلهم داخل الغرف، في حين تعاني الأقسام من اكتظاظ كبير لدرجة أن الأسير لا يستطيع الجلوس أو التحرك إلا على مساحة الفرشة التي يمتلكها.
وكان محامي الهيئة قد زار الأسيرين محمد نغنغية من مخيم جنين، وهو معتقل إداري منذ الخامس من أيلول من العام 2023، وكمال تيم من بلدة كفر صور في محافظة طولكرم، معتقل منذ السادس من أيلول من العام 2022، ومازال موقوفاً، ويعرض على المحكمة بين الحين والآخر.