الثورة – ديب علي حسن:
يوم كانت أرصفة مدينة دمشق تعج بآلاف العناوين من الكتب القديمة والحديثة، ولاسيما في منطقة الحلبوني والصالحية حيث ترتب الكتب بطريقة جميلة مغرية.
كنت ترى العشرات يقلبون الكتب بعضهم يشتري وآخر يتصفح ويمضي.
من مكتبات الرصيف هذه اقتنيت الكثير من الكتب الجميلة والنادرة التي لا تقدر بثمن.
مجموعة شعرية صغيرة الحجم غلافها ليس مغرياً أبداً، لكن عنوانها لافت (شاعر في النظارة) سليمان العيسى..
وقعت عيناي عليها كان لابد من مساومة صاحب المكتبة حول الثمن وصلنا إلى نقطة اتفاق.
أخذت المجموعة وحملتها معي في زيارتي للشاعر الراحل بمشروع دمر..
حدثته عن المجموعة وطلبت نسخة منها ابتسم وقال: تعرف أن كل ما لدي منه نسخ أقدمه لك… لكن هذه لم يعد لدي أي نسخة منها..
أخرجت النسخة من الحقيبة وقلت: تفضل أستاذي هذه لك..
ابتسم الشاعر الراحل وسألني كيف وجدتها…
وقال بعد ذلك: لن آخذها هذه لك… هي ملكك..
لا يا أستاذنا..أريد أن أقدمها لك.. لم يقبل، ولكنه أضاف بلطف: يمكن أن تصورها لي …
قلت؛ شرط أن تكتب لي إهداء عليها.. على النسخة الأصلية..
فكتب على الصفحة الأولى بخط يده .
كتبت المجموعة في سجن المزة شباط ١٩٥٤ م وصدرت في حلب.
قدم لها الأستاذ عبد الفتاح زلط