يمضي رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمنطقة إلى مواجهة واسعة وخطيرة لا أحد يعرف نهايتها ونتائجها، وهذا لم يكن لولا انخراط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في هذه الجريمة الكبرى بشكل كلي، وتسخيرها لكل قدرات الولايات المتحدة العسكرية والاستخباراتية والسياسية والاقتصادية لخدمة مخططات نتنياهو.
فالعدوان الصهيوني الوحشي على لبنان اليوم والذي طال عشرات القرى اللبنانية وأدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات من اللبنانيين المدنيين وتدميره الواسع للأبنية السكنية والبنى التحتية بعد أيام قليلة من عدوانه غير المسبوق، والذي فجر به العدو عن سابق الإصرار والتصميم الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر وإيكوم) بأيدي مستخدميها، وسط المنازل والمكاتب والمشافي والحافلات وبالأسوق، إضافة لعدوانه الوحشي فيما بعد على الضاحية الجنوبية واستهدافه للأبنية السكنية وضح النهار، وكانت نتائج هذه الاعتداءات الغاشمة مجتمعة عشرات الشهداء وآلاف الجرحى من المدنيين العزل، وهو ما أدانته معظم دول العالم، لأنه تجاوز كل الخطوط الحمراء ومنتهكاً قواعد الاشتباك وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
أما أميركا فمن يسمع تصريحات مسؤولي إدارتها المتكررة والمتواترة منذ عدة شهور يخيل له أن هذه الإدارة محبة للسلام وتعمل من أجله، ومن ير أفعالها الداعمة للكيان الصهيوني عسكرياً وسياسياً واستخباراتياً واقتصادياً في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية منذ عام تقريباً، يقطع الشك باليقين بأن هذه الإدارة تمارس النفاق والدجل السياسيين لتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي، وهي ليست إلا إدارة حرب، مثلها مثل حكومة نتنياهو، الأمر الذي شجع الأخير لتوسيع عدوانه ليطول سورية ولبنان.
وأمام هذا التصعيد الخطير في المنطقة الذي يقوم به نتنياهو بدعم غير مسبوق وفج من إدارة بايدن، يجب على شعوب العالم قاطبة وأولها الشعب الأميركي أن تتنبه لعواقب هذه المواجهة الخطيرة، وبالتالي عليها أن تتحرك لوضع حد لهذا التصعيد على الجبهة اللبنانية، والضغط على إدارة البيت الأبيض وحكومة الاحتلال من أجل إيقاف حرب الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية، وإنهاء هذه المجزرة التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.