التغول الصهيوني.. وعقيدة تحتقر البشر

الملحق الثقافي-كمال الحصان :          

ما أثار في خاطري فكرة هذا المقال،هو الصور بالغة البشاعة،التي بتنا نشاهدها يومياً، على شاشات التلفزة المختلفة، لوحوش العصابات الصهيونية، وهي تمارس في قطاع غزة البطل، وعلى أرض لبنان المقاوم، أبشع صور القتل والتدمير والإبادة الجماعية، وبطرق وحشية لم تشهدها البشرية من قبل سوى مرة واحدة، حينما قام الغزاة البيض، على أرض القارة الأميركية، قبل حوالي الخمسمئة عام، بإبادة ما يقرب من مئة مليون من السكان الأصليين -سموهم الهنود الحمر -… !!!؟؟؟
وهذه الصورة، لا ندري إذا كانت كافية لتحريك مشاعر وضمائر العالم أم لا وذلك إن بقي لدى العالم ضمير أو شعور إنساني..
ومع أن هذه المشاهد المروعة لم تفاجئ أحداً، فإنها أكدت وحشية العقيدة الصهيونية وإجرامها وعنصريتها، وكشفت عن جذور التغول اليهودي ومرتكزاته «الفكرية والنظرية» عبر التاريخ، والتي اتسمت بها الممارسات اليهودية منذ أن خرج اليهود عن الدين اليهودي نفسه، وتنكروا له وسخروه لمصالحهم الدنيئة والعنصرية الحاقدة على البشرية جمعاء، ومروراً بالحركة الصهيونية المعاصرة التي أخذت على عاتقها إنعاش وتجديد هذا الفكر المريض والإجرامي وتطوير أدواته، والعمل بمقتضى غايته وأهدافه الشريرة.
باعتبار أن «قولك خير ما يدل عليك»، كما قال سقراط فإن ما قاله تيودور هانزل 1860 إلى 1904، وهو أحد عتاة الإرهاب الصهيوني في مذكراته التي كتبها في أواخر القرن الماضي وما نصه دون تصرف:
«إذا نجح اليهود في إقامه دولة إسرائيل على أرض فلسطين، فإنهم سوف يرحلون إليها في هجرة تدريجية، وعليهم أن يدركوا أنهم سوف يرحلون إلى أرض بها وحوش مفترسة (يقصد أهل البلاد وأصحابها، العرب الفلسطينيين)..!؟ لا ينفع في مواجهتها حمل السلاح، إنّ عليهم أن يذهبوا إلى فلسطين في جماعاتٍ كبيرة قادرة على أن تسوق هذه الحيوانات أمامها، وعلى اليهود أن يقذفوا بقنابل شديدة الإنفجار وسط جموعهم (أي جموع العرب) بين وقت وآخر لقتلهم وإرهابهم.».
ويتابع الصهيوني المجرم «هرتزل» كلامه قائلاً:
«متى أصبحنا أسياد الناس فلن ندع في الوجود سوى ديانتنا لأننا شعب الله المختار، ولأن مصيرنا يقرر مصير العالم، ولذلك علينا بعد أن «تتلاشى» سائر الأديان الأخرى، أن نفرض السيادة الكاملة على سائر الشعوب والأمم».
ويتابع:
«حينئذٍ يكون عملاء (يقصد مواطني) جميع البلدان يهوداً أو صناعة يهودية وهنا يبدأ العهد اليهودي العالمي، ويبقى كل تنظيم وكل تدبير في أيدي اليهود، دون غيرهم ويكون غيرهم مأموري تنفيذ ليس إلا.».
وفي السياق نفسه، تقول التوراة المحرّفة:
«حين تقترب من مدينة لكي تحاربها، فاعرض عليها الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعوب الموجودة فيها تكون لك للتسخير، وتستعبد لك، وان لم تسالمك، وعملت لك حرباً، فلتحاصرها واضرب جميع ذكورها بحد السيف، أما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فكلها لك فلا تستبقي منها نسمة واحدة».
هذه هي قواعد الثقافة الدموية التي تتحكم في العقل اليهودي الصهيوني، وتصنع له رؤيته الكلية وقيمه الشريرة مثل (شعب الله المختار – الشعب الأزلي – الشعب المقدس – الشعب الأعلى من كل الشعوب – الأغيار..).
ويرى الكاتب الفرنسي «جان سولييه» في كتابه (العنف والأديان) أن اليهودية لم تنشأ على التوحيد كما يظن البعض بل نشأت على أنّ إله اليهود هو إله الشعب اليهودي وحده، وهم شعب الله المختار وأن هناك تفرقة مطلقة بين الشعب اليهودي وبقيه الشعوب الأخرى (الغوييم).
إن الديانة اليهودية بتعاليمها المحرّفة هي الأساس الذي تقوم عليه التربية الصهيونية في المدارس والجامعات والجيش الإسرائيلي وفي المجتمع الإسرائيلي بأكمله.
بعد كل هذا، وإزاء كل هذا الكم والكيف المرعب من الأفكار العنصرية والمعادية للإنسانية جمعاء، وبعد كل هذه الممارسات الوحشية ماذا نقول..؟
هل نتوقع من هؤلاء القتلة والمجرمين، عقيدة ومنهجاً، والذين يسمون أنفسهم كياناً إسرائيلياً، أن يحترموا أو أن يقيموا وزناً لأي اتفاق أو معاهدة سلام معهم بأي صورة من الصور…؟
إن مجتمعاً يقوم على عقيدة المكر والخداع ونقض العهود والمواثيق وإزدراء البشرية كلها، معتمداً على الترويج لثقافة القوة، بما تقوم عليه هذه الثقافة، من تهميش وضرب لكل منظومة القيم الأخلاقية الإنسانية، والتي قامت عليها المجتمعات الإنسانية حتى الآن، هو مجتمع يجب ألا ينظر إليه إلا على أساس أنه سرطان في جسم البشرية لا يعالج إلا بالاستئصال…؟!
ما نراه اليوم من سلوك وحشي بربري صهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني ليس سوى تعبير عن هذه الطبيعة العدوانية المتمركزة في التكوين الغرائزي المتوارث عند بني إسرائيل، والعنصرية التي كانت على الدوام تقود السلوك اليهودي ضد الجنس البشري عبر التاريخ.
قال المؤرخ «وول ديوارنت» في مؤلفه الشهير (قصة الحضارة): «إن الغاية من كتابة قصة الحضارة، هو معرفة كيف وصلت الإنسانية من البدائية إلى الحضارة». ويبدو أن «الصهيونية اليوم تريد أن تخط بالدم والمجازر والوحشية خطة عودة البشرية من الحضارة إلى البدائية».
كاتب وباحث
                 

العدد 1206 –24-9 -2024      

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية