حمص – سهيلة إسماعيل:
هي أمسية صفاء وسكينة، أمسية مع الروح وتجلياتها ومعانيها الشفيفة، وما أحوجنا وسط كل هذه الضوضاء التي نعيشها إلى استراحة قصيرة نقف فيها مع أرواحنا، وقد استطاعت فرقة “رَوح الشام” أن تحقق ذلك من خلال ما قدمته من أناشيد وابتهالات دينية بأصوات جميلة وشجية، على مسرح دار الثقافة بحمص، وسبق للفرقة التي تأسست عام ٢٠١٨ أن قدمت عدة أمسيات ومشاركات تلفزيونية، وأهم عمل قدمته هو العمل الرمضاني المميز “أشغال حمصية”.
اللافت أن أعضاء الفرقة البالغ عددهم ١١ منشداً من حمص واثنين من دمشق كلهم مهندسون باختصاصات متنوعة (العمارة- المعلوماتية- الطاقة الكهربائية وغيرها)، ورافق الفرقة في أمسيتها ضيفان قدما رقصة المولوية بإتقان جميل.
لقد تفاعل الحشد الكبير من الجمهور مع الفرقة وكان مصغياً بكل حواسه، لأن ما قدمته الفرقة يلامس شغاف القلب ويحرك الوجدان بمشاعر وأحاسيس صافية، وتنوع ما قدمته الفرقة بين التراث الحمصي “ما عندنا غير الشجون” و”صلِ وسلم يا ذا العلاء” و”كل من يصلِ على الطاهر”، ووصلة مديح تضمنت عدة مقطوعات “بذكر الحبيب”، “هذه طيبة” و”يا إمام الرسل” و”شمس أم فجر”، ومجموعة مقاطع ابتهالية، مثل “لما بدا منك القبول” و”يارب العالمين”، وكان الختام تحية للشعب الفلسطيني الصامد بأغنية “علٌي الكوفية” وأغنية “يا حمص لا تحزني”.
الشاعر غسان لافي طعمة قال لـ”الثورة” عن الأمسية: إن ما قدمته الفرقة جميل جداً وإحياء للتراث الحمصي الذي يمتد لعشرات السنين وقد تم تقديمه بأداء موسيقي متقن وأصوات شجية.
وقال رئيس الفرقة المنشد عبد الكريم الشامية: لدينا في الفرقة شباب كورال وشباب إيقاع، وهدفنا الرئيسي هو الوصول بالأناشيد الدينية إلى العالمية وإدخال الحداثة لهذا النوع منها دون التخلي عن الأصالة كي تصبح مستساغة من قبل الجمهور وصالحة للتقديم على المسارح.