الثورة – دمشق – ثورة زينية:
يعاني سوق الحميدية بدمشق خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي من ضجيج لا ينتهي إلا بورود التيار مرة أخرى، نتيجة الأعداد الكبيرة للمولدات الكهربائية الموجودة تقريباً في كل المحال التجارية في السوق التاريخي، ولا يخفى على أحد مدى المعاناة التي تسببها هذه المولدات لأصحاب المحال والمرتادين لهذا السوق في آن معاً، من ضجيج مزعج وروائح تقطع الأنفاس نتيجة كميات الغازات المنبعثة من احتراق الوقود الذي يمد هذه المولدات بالطاقة الكهربائية.
وفي إطار التخلص من هذا الواقع الذي يعاني منه سوق الحميدية تحاول محافظة دمشق إيجاد حلول للتخلص من المنعكسات السلبية لتواجد المولدات، فقد كشف مدير مديرية دمشق القديمة المهندس رشاد دعبل لـ”الثورة” إن المديرية تعمل بالتنسيق مع دائرة الأملاك العامة في محافظة دمشق على إيجاد مكان مخصص وتجهيزه لوضع مولدة كبيرة الحجم خارج سوق الحميدية يلبي استخدامات السوق من الطاقة الكهربائية ويؤمن احتياجاته من الكهرباء، مع التخلص من مشكلات الضجيج والتلوث في آن معاً في ظل وقت التقنين الطويل الذي يتجاوز الأربع ساعات قطع مع ساعتي وصل.
ومن جهة ثانية أشار مدير المدينة القديمة إلى أن المديرية تسعى لإنارة شوارع دمشق القديمة بالطاقة الشمسية من خلال المبادرات بالتعاون مع المجتمع المحلي، إضافة للتعاون مع المنظمات الدولية وآخرها كان بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP في منطقة مكتب عنبر، إذ قامت المحافظة بصيانة الفوانيس بينما أمنت المنظمة بطارية ليثيوم ضخمة والقواطع الخاصة بها بطريقة تضمن إنارة الشوارع بشكل أوتوماتيكي عند قطع التيار الكهربائي،مضيفاً: تسعى المديرية إلى التنسيق مع غرفتي الصناعة والتجارة في دمشق لإنارة مناطق في المدينة القديمة بالطاقة البديلة.
يشار إلى أن سوق الحميدية يبدأ عند نهاية شارع النصر مع شارع الثورة عند منطقة الدرويشية، ويمتد السوق لمسافة تقارب الميلين، الجزء الأول منه يقع بجوار قلعة دمشق وفيه العديد من المساجد والمباني التاريخية العريقة، وتصطف على جانبيه المحال التجارية من كل نوع وصنف على طابقين، وتتفرع منه أسواق كثيرة مثل- سوق السروجية- سوق البزورية- سوق الصاغة- سوق المناخلية- سوق العصرونية- سوق الحرير- سوق العرائس- سوق القباقبية- سوق الخياطين وغيرها.. وينتهي سوق الحميدية عند بوابة معبد جوبيتر الدمشقي وأعمدته الباسقة ومنه إلى الساحة أمام الجامع الأموي في قلب المدينة القديمة.