الملحق الثقافي:
اعتبر الدكتور محمود السيد رئيس مجمع اللغة العربية أن الأمن اللغوي هو الأمن الذي يحافظ على اللغة العربية مشبهاً إياه بالأمن الاقتصادي والعسكري والبيئي والمائي لا بل يفوق في الأهمية ذلك لأنه يتعلق بهويتنا وتراثنا ووطننا الروحي والتي هي اللغة العربية.
وأشار السيد في محاضرته التي حملت عنوان الأمن اللغوي العربي واستضافها مجمع اللغة العربية بدمشق إلى أن اللغة العربية هي الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم وهي الأم وعلى الإنسان أن يكون باراً بأمه ووفياً لها.
وبيّن السيد أن اللغة العربية هي هويتنا وتراثنا وهي الرابطة التي تجمع بين أبناء اللغة العربية في مشرقهم ومغربهم وهي الأرض والثقافة والهوية والتاريخ لافتاً إلى أن اللغة والهوية وجهان لعملة واحدة.
وللغة العربية سمات متعددة بحسب السيد منها احتواؤها على حروف غير موجودة في لغات أخرى إضافة إلى تميزها بالإيجاز والإعراب والدقة في التعابير وفيها المفرد والمثنى والجمع إضافة إلى قدرتها على البقاء والحياة على خلاف غيرها التي انقرضت مع مرور الوقت مع تعدد المعنى للكلمة من حيث اللفظ والسياق، وتمييز الأضداد في اللغة العربية للكلمة الواحدة بحسب السياق والاشتقاق وتوليد معان عديدة من لفظة واحدة إلى جانب قدرتها على مواكبة التطور اللغوي الحضاري واستيعاب آلاف الكلمات غير العربية التي عربت وأصبحت جزءاً منها.
ولفت الدكتور السيد إلى أن الدول العربية وضعت قوانين لحماية اللغة العربية وسورية سباقة في هذا المجال والدرة بين أقطار الوطن العربي في حفاظها على سلامة لغتها وحمايتها مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي قام بها رجالات التعريب الأوائل بعد حملة التتريك والاستعمار الفرنسي في وضع المصطلحات العربية مقابل الكلمات التركية.
ولفت رئيس مجمع اللغة العربية إلى ضرورة الارتقاء بلغتنا والمحافظة عليها مستشهداً بقول الدكتور الراحل عبد الكريم اليافي.. لم يبق شيء بأيدينا سوى لغة نصونها بسواد القلب والهدب، مشيراً إلى أنها هوية الأمة وثقافتها وعلى الإنسان أن يكون محافظاً على هويته وثقافته.
وتناول السيد في محاضرته خطورة التحديات التي تواجه اللغة العربية وأهم الإجراءات الواجب اتخاذها للارتقاء بها مشيراً إلى ضرورة التصدي للتحديات المعاصرة التي تواجهها اللغة العربية والارتقاء بها لأنها السلاح الأمضى لمواجهة الغزو الثقافي والإعلامي في ظل العولمة.
العدد 1207 –1- 10 -2024