تتحدث بانة، طالبة في الصف الثاني الإعدادي عن سعادتها في حصة التاريخ والجغرافيا، يسود الهدوء في الصف وتتعلق أنظار الطلاب بمدرسة المادة فهماً واستيعاباً، خلافاً لبقية الدروس التي يعاني بعض الطلاب من مشاغبات ومشاكسات البعض الآخر وضجيج وتشويش يشتت الانتباه ويضعف التركيز وقد ينفذ صبر المعلم.
تستبعد تلك الطالبة من أذهاننا أن يكون سبب الهدوء هو الخوف من المعلمة أو ربما تهديدها ووعيدها بالحرمان من الحصة أو خصم من علاماتهم الشفهية ولا التلويح بالعصا، بل حبهم للمعلمة وطريقة شرحها للمعلومة وإيصالها للطلاب على شكل قصة، ومحاولة إشراكهم وتفاعلهم معها عبر تفعيل مهاراتهم العقليا العليا من تحليل واستنتاج واستقراء وتفكير.
تتعدد الشكاوى الطلابية بخصوص مادة درسية مملة وأخرى صعبة، والحقيقة كما يؤكد خبراء تربويون أن مدرس المادة هو من يقرر.. جافة ومملة أو سهلة وممتعة من خلال علاقته بطلابه يتفهم مشكلاتهم ويثق بهم ولايميز بينهم ويشرح بصبر وفق أصول التدريس الحديثة، ولايهزأ من مقترحات طلابه بكلمات تؤذي المشاعر، يعطي الدرس حقه ويضبط صفه بالحب والحوار.. يعطي من قلبه وعقله، هو المعلم الذي كاد أن يكون رسولا.
