الثورة-همسة زغيب:
تحتاج صناعة الأعمال الفنية أسلوباً خاصاً وإبداعاً فريداً، خاصة في الرسم والأشغال اليدوية المتنوعة التي تصنع بخيط الخيش، هذا ما تحدثت عنه الحرفية براءة أبو حمدان انطلاقاً من حبها للرسم ولمادة الخيش التي تجمع بين البساطة والفخامة، وحرصاً منها على طرح أفكار جديدة، بدأت في مشروعها لتقديم أعمالاً لافتة، ذات طابع جمالي يمكن الاستفادة منها عملياً، لأنها صحية وجيدة التهوية ولا تتأثر بالعوامل الجوية، ويمكن وضع المواد الغذائية فيها داخل الثلاجات، وكذلك وضعها في أماكن تهوية وتحت أشعة الشمس، وهي مفيدة أكثر من المواد البلاستيكية.
ويعدّ نسيج قماش الخيش من أكثر الأنسجة قوة ومتانة، وهو من الأقمشة التي تحتوي على مسامات واسعة نظراً لطريقة نسج وحياكة أليافه التي لا تتم بإحكام، ويمتاز هذا القماش بلونه الطبيعي المائل للون البني الفاتح، وخيوط الخيش تدخل في العديد من الاستخدامات غير الملابس، لأنه يمتاز بسمة الخشونة بشكل أساسي وتستخلص أليافه من نباتات طبيعية تعرف بالقنب والنبتة التي يتم استخلاص ألياف الكتان منها لصنع قماش الخيش أيضاً بشكل أساسي، أما التطريز بالإبرة على أكياس الخيش فقد تطورت رغم أنها لم تنتشر على نطاق واسع.
وأشارت براءة أبو حمدان إلى أن صناعة الخيش لاتزال إرثاً تراثياً بألوانه، وتصميماته النابضة بالحياة، وعرضاً بصرياً رائعاً يثري عين الناظر ويغني الجو الروحي برونقه وجماله، وهي تشعر بميول كبير للّون «البني» ربما لأنه لون التراب وهو لون الطبيعة المميز لديها، لأنه نمط تراثي جميل، لذلك اهتمت بتصنيع أغطية للأجهزة والأثاث المنزلي «مقاعد، كنب، طاولات»، وحقائب تسوق والحقائب اليدوية وهدايا الأطفال، وتزين الشموع وأكياس هدايا والمفارش المطرزة، وأكاليل الأزهار وأغطية لأصص الورود، تصنعها بقالب فني عملي جميل يعكس مهارتها وذوقها وشغفها بالعمل اليدوي.
وتؤكد أنها تقوم بقص أكياس الخيش حسب التصميم والقياس المطلوبين، ثم تطوعّها بحياكة الرسومات عليها بالكروشيه، وتطريز النقوش عليها مع إدخال الخرز واختيار الألوان المناسبة لكل قطعة.