أحداث هامة شهدناها .. بمرور الذكرى الـ 51 لحرب تشرين التحريرية، التي شكلت منعطفاً بارزاً غير الكثير في شؤون المنطقة والعالم، وحققت للعرب العزة والفخار بين الأمم، كما كانت حافزاً للسوريين ولجيشنا الباسل خاصة لاستلهام روح البطولة والفداء والصمود في وجه الحرب الظالمة التي شنت ضد وطننا طيلة 13 سنة ،ولا تزال مستمرة بأشكال مختلفة، كما فتحت روح نصر تشرين الباب واسعاً لقيام المقاومة العربية في فلسطين ولبنان وفي الساحة العربية لمواجهة عنجهية الكيان الصهيوني وممارساته الوحشية.
وتمر اليوم سنة على عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وتلاها الصمود والمقاومة البطولية لشعبنا الفلسطيني في مقارعة العدو على كلّ أرض فلسطين المحتلة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والقدس.
وقد فشل العدو في تحقيق أي هدف من عدوانه على الرغم من مرور سنة عليه، ولم يقم إلا بأعمال القتل والتدمير وجرائم وحشية ضد المدنيين وحرب إبادة، وتوسيع دائرة العنف والقتل من فلسطين إلى لبنان واليمن وسورية والعراق وإيران.
وضمن أجواء التوتر التي يريد نتنياهو أن تخيم على المنطقة، جاء الردّ الإيراني على ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررة على شعوب المنطقة وسيادة دولها، ليكون رداً قوياً، وأعطى درساً لهذا الكيان الصهيوني بأن محور المقاومة قادرعلى ردع العدو، وإفشال مخططاته، وأنه سيبقى قوياً ثابتاً بفضل إرادة وتكاتف شعوبه.
وتأتي هذه القوة من شرعية المقاومة وشرعية حقها في مواجهة كل أشكال الاحتلال والعدوان وحرب الإبادة التي يشنها هذا الكيان الغاصب ومن يدعمه من الغرب وخاصة الولايات المتحدة المتورطين بجرائم القتل والتدمير وحرب الإبادة الوحشية التي تندى لها جبين البشرية بالأسى.. تلك الجرائم التي كشفت للعالم وحشية العدو و عدم أخلاقية الغرب المتورط بدم الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين الذين راحوا ضحية تلك الجرائم.
ذلك الغرب الذي يدعي كذباً وبهتاناً انتصاره لحقوق الإنسان والحريات والمواثيق والشرائع الدولية الإنسانية في الوقت الذي يمد العدو الصهيوني بالسلاح والقذائف والصواريخ التي تدمرالبيوت والأبنية في غزة والمدن الفلسطينية وفي بيروت ودمشق على قاطنيها المدنيين..
فأين حقوق الإنسان والحريات التي يدّعي الغرب حمايتها في الوقت الذي يوفر الدعم اللامحدود لكيان إرهابي غير شرعي، وعمّ التنديد بجرائمه الشارع الدولي في كلّ الدول والمدن حتى في الولايات المتحدة والغرب الأوروبي؟.
لذلك ستبقى روح نصر تشرين وصمود شعبنا في سورية والمنطقة وانتصارات المقاومة ضد العدو عاملاً مهماً يشد أزر الصامدين والمقاومين لمواجهة التحديات والمخاطر التي تعترض طريق التحرير والاستقلال والسيادة الوطنية ،لاسيما قوى الشر الغربية وربيبته الكيان الصهيوني ومخططاتهم للهيمنة والسيطرة ونهب ثروات الشعوب.
التالي