الثورة – رشا سلوم:
تشكل الأناشيد خزان اللغة الأول بعد لغة الأم التي تحمل في مضمونها وطياتها الدفء والحنان.
والطفل الذي يحرم من لغة الام وما فيها تبقى ثروته اللغوية تحتاج المزيد من الترميم الذي يجب أن يأتي من مصادر موثوقة وتعمل وفق لغة سليمة.
الرافد الثاني الجميل والمهم هو الأناشيد السلسة التي تدخل العقل والقلب وتطلق العنان لخيال الطفل ليسمو بعيدا معها.
وكلنا مازلنا نستعيد اناشيد من المرحلة الابتدائية ولاسيما أناشيد سليمان العيسى.
اليوم نحتاج أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه الأناشيد ولشعراء يكتبون للطفولة بلغة الطفولة.
في زحمة الإصدارات هذه يبقى ما يصدر عن المؤسسات الرسمية مثل اتحاد الكتاب العرب والهيئة العامة السورية للكتاب هو الأجمل والأسلم لأنه من نتاج مبدعين حقيقين .
نقتبس اليوم بعض الأناشيد من مجموعة جميلة وصغيرة لكنها ثرة ومترفة وهي للشاعر الأستاذ زياد محمد سودة وقد حملت عنوان : طريقنا الواحد .برسوم شذا سمعول و إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
تحمل الهم الوطني الجميل وتنقل للطفل بلغة سلسة ثرة العواطف والمحبة وتنمي لديه حس المسؤولية.
لا تغرق في المطولات ولا في الايغال بلغة التقعير التي ينفر منها الطفل.
تنقله الأناشيد من مناسبة وطنية إلى أخرى وتزوده بلغة جميلة قادر على ترديدها بشغف من أجواء المجموعة نقتطف:
أحب ترابك الغالي
ومجدك في السما عالي
سأسعى في مناكبها
وأقطف كل امالي
*
أكافح فيك كي أبقى
بهيا شامخا حرا
وباسمك يا ثرى وطني
أتيه بعزتي فخرا
فيا وطنا به نمضي
إلى العلياء والقمم
وضعنا المجد اغنية
وكان الدرب للشمم
فمن كانت سجاياه
بطولات وأمجاداً
طوال الدهر لم يضم
فكن سفرا وكن مجدا
وكل المجد للعلم
براعم الوطن
لنا غدنا…….
وأنا من صنعناه
بعزم الواثق الصابر
رسمنا للغد الأملا
هنا درب سلكناه
خطا…… تمضي
يسابق بعضها….. بعضا
****
هي الأجيال ما وهنت
تشق الصبح ثابتة
وترسم صورة الوطن
****
صروح المجد نبنيها
ونحو الشمس نعليها
ودوما للعلا نمضي
نردد سحر ماضيها
****
هنا وطني…..
إذا ما لمنا جرح
نصوغ النور اغنية
تشق النور صادحة