الثورة- همسة زغيب:
المواويل والحكايات الشعبية إرث ثقافي يروي تاريخ الشعوب، ويعتبر جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية والتراث الشعبي والشفوي، يجمع بين الخيال والواقع في إطار قصصي، يهدف إلى تعليم القيم ونقل الحكم، والتراث الشعبي من عادات الناس وتقاليدهم، وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار تتناقلها الأجيال، وهو استمرار للفولكلور كالحكايات والقصص الشعبية بما فيها من بطولات وأساطير، ويشتمل على الفنون والحرف، وأنواع الرقص واللعب، والأغاني، والحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائدة والألغاز، والمفاهيم الخرافية، والاحتفالات والأعياد الدينية، يروي الحكواتي أحمد اللحام حكاياته وهو يرتدي الزيّ الدمشقي التقليدي، ويعتلي كرسيه المرتفعة، حاملاً بيده اليمنى السّير الشعبية وقصص تنسج من الخيال والواقع، مكتوبة بخط اليد في كتاب مزركش قديم، يحكي بلهجته الدمشقية القديمة بطريقة السرد الشفهي لنقل التفاصيل بأسلوب مشوق يشد انتباه الحضور في المقهى.
تعود أصول المواويل والحكايات الشعبية إلى عصور قديمة، فقد كانت تُستخدم كوسيلة للتواصل وتوثيق الأحداث التاريخية والثقافية في المجتمعات العربية، ولعبت المواويل دوراً هاماً في التعبير عن المشاعر والأفكار، سواء في الفرح أم الحزن، والحكايات الشعبية وسيلة لنقل القيم الاجتماعية والثقافية، ولها دور بارز في تشكيل هوية المجتمع وتعليم الأجيال الصاعدة، من خلال شخصياتها الخيالية، يتمكن الأطفال والكبار من التعرف على الحكم والمواعظ التي تستهدف تحسين السلوك وتعزيز القيم الأخلاقية.