الثورة – رويدة سليمان:
يصف البعض عملية غسيل اليدين، بالسهل الممتنع، إذ على الرغم من بساطتها يمتنع أغلب الأطفال عن ممارستها، جهلا أو تجاهلاً، وربما الملل من تكرارها قبل الطعام وبعده، وعند الاستيقاظ والعودة من المدرسة، وبعد استخدام المرحاض وفي أوقات كثيرة، وهنا يتوجب على الأسرة مسؤولية التوعية بفوائد هذه العادة الصحية وفعاليتها في منع انتقال الجراثيم والفيروسات إليهم أولاً و إلى الآخر بالعدوى.
حقائق طبية
تشير الأبحاث إلى أن الحرص على غسيل اليدين بالماء والصابون يمنع الأمراض المرتبطة بالإسهال حوالى ٣٠% ومن عدوى الجهاز التنفسي بنسبة ٢٠%، ويقلل من تغييب الطلاب بسبب هذه الأمراض بنسبة بين٢٩% إلى ٥٧%، ويفترض الباحثون أنه كان بالإمكان منع حوالى مليون حالة وفاة سنوياً لو التزم الناس بهذه العادة الصحية.
لا يقتصر التركيز على هذه العادة الصحية على البيت، بل مكان العمل والمدارس والمستشفيات وغيرها، ولا يكفي التوعية بأهمية غسيل اليدين بل على الآباء متابعة الأبناء وتعليمهم الخطوات الصحيحة لتحقيق الفائدة، ليس ترطيب اليدين فقط، بل تنظيف تحت الأظافر وبين الأصابع ومنطقة ظهر اليدين وراحتها وحول اصبع الإبهام.
الصحة المدرسية
فعاليات وحملات يتم تخصيصها في اليوم العالمي لغسيل اليدين والذي يصادف اليوم، لتأكيد أهمية وضرورة هذه العادة الصحية للوقاية من الأمراض وإزالة مسبباتها وقتل الجراثيم الموجودة على أيدينا التي تتلامس مع إفرازات الفم والأنف والأمعاء والمناطق الملوثة، وهنا لابد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة الجادة التي تبذلها الصحة المدرسية من أجل الحفاظ على صحة طلابنا من خلال تأمين اللقاحات الضرورية المطلوبة لأعمارهم، وكذلك برنامج الغذاء العالمي و وزارة التربية فيما يخص تقديم الوجبات الغذائية (استهداف ٢٩ مدرسة و٢٣ ألف تلميذ وتلميذة بريف دمشق)، وأكثر من ١١ ألف طالبة ضمن ٤٠٠ مدرسة وثانوية في حملة للوقاية من فقر الدم، ولكي تثمر هذه الجهود لابد من تزويد الأهل لأبنائهم بمنشفة وصابون ضمن حقائبهم المدرسية وتعزيز وعيهم بالنظافة الشخصية وليكن الآباء والأمهات وكبار الأسرة قدوة للأبناء.