الثورة – آنا عزيز الخضر:
لطالما اعتبرت الثقافة صمام الأمان لكل جانب مشرق في الحياة.. ولا نبالغ عندما نؤكد أن جميع تلك الجوانب المشرقة، والمعطيات قد تجلت بحق عبر معرض الكتاب السوري بدورته الحالية، فكان فيه التحدي والصمود والجهود العظيمة، الأعمال المتميزة والنتاجات الثقافية المتنوعة والمختلفة.. حول هذا الجانب حدثتنا الكاتبة صبا بعاج قائلة:
معرض الكتاب السوري هو رسالة استمرارية وثبات في وجه العواصف المستمرة، التي تثير غبارها في البلاد وترحل دون أن تحقق هدفها الأسود، ويحمل المعرض بين طياته الكثير من العناوين، التي أثرت المكتبة العربية والعالمية على حد سواء.. والأسماء الكبيرة، التي أغنت الساحة الأدبية والعلمية والسياسية والاقتصادية ..الخ.
ولفتتني أيضاً أسماء أخرى واعدة، ومنهم الفتاة تالة مراد التي صادفتها اليوم وعمرها خمس عشرة سنة، وقد وقعت روايتها الأولى، وأخبرني والدها أنها واحدة ممن فازوا بمسابقة تحدي القراءة العربي.
ضم المعرض أيضاً عدة حفلات توقيع لكتّابٍ كبار، قاموا بتوقيع آخر إصداراتهم فيه.. أمثال الأديب صقر عليشي، د.أيمن أبو الشعر، والعملاق نزيه أبو عفش، إضافة إلى عدة ندوات مرافقة أغنت المشهد الثقافي والسياسي الحالي، كندوة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية د. محمد الحوراني عن دور سورية في دعم المقاومة.
ولا يمكنني أن أنسى الاهتمام بالأطفال، إذ أفردت لهم عدة أقسام، تغطي اهتماماتهم وتوسع مداركهم، وقد رافق المعرض عرض العديد من الأفلام السينمائية السورية الهامة مثل فيلم الطريق، ماورد، دمشق حلب وغيرها.
وبينت أنه- والأهم من هذا كله- هو الإقبال على المعرض، فقد فوجئت بهذا التدفق البشري النوعي رغم كل ما يحيط بنا من أحداث وظروف اقتصادية سيئة، وهذه حالة صحية جداً، تدل على البنية الثقافية الصلبة، التي لا يمكن أن يهزها أي غزو ثقافي، أو ظرف اقتصادي. ولهذا يحق لنا أن نفخر بسوريتنا وأن تفخر بأبنائها الذين يحفرون في الصخر ليرفعوا اسم الوطن عاليا، رغم قسوة الظروف المحيطة وصعوبتها.