وتر الكلام.. كان يجب ألا ننتظر…!

الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
كانت بالكاد قادرة على قراءة بعض الجمل واستيعابها، أحاسيسها مكبلة تماماً بمشاعر الفقد عاجزة عن إبعادها مهما فعلت، حاولت العودة إلى الكيبورد وشعرت بامتنان عميق أنها تكتب عليه فهي عاجزة بالتأكيد على الضغط على القلم كي يخط كلمات لطالما خرجت من داخلها إلى الورق مباشرة.
كل الأحداث الموجعة تجتمع لتحدث دفعة واحدة كأنه قانون لا نعرف كيف يفرض نفسه على مسيرة حياتنا، ويكبلنا في لحظة فنصبح عاجزين حتى عن أخذ نفس ولو قصيراً، حينها تتحرك في مساحة متناقضة، محاولاً إعادة الأنا وتفاعلاتها مع دفقة الحزن غير المتوقعة.
كلما دفعتها بعيداً، تلتصق بك وتحاصرك صور الألم تهجم عليك وتسد منافذ الحياة، تتذكر كل تلك التجارب التي قرأتها تفتح الكتب محاولاً التخلص من ضيقك، الروايات المترجمة، كتب تنمية بشرية، تلجأ إلى بعض الأصدقاء سرعان ما تشعر في لهجتهم لغة العجز.
حين تتدافع الأوجاع لا تلسع سوى صاحبها، وكل بوح بمثابة خذلان ليس وقته أبداً وأنت تصارع كل هذا العجز، ولا تملك إمكانية الإفلات من اللحظة، تنقب عن الحل، وحين تبدأ تحاول رسم صور ذاتية لمعاناتك، حتى إن كنت تكتب عن الأنا المتدهورة، الموجوعة، الملازمة للانكسار، تشعر أنك على الأقل قمت بفعل مواجه ما، مع هذه الذات المستسلمة، كي تبعد عنها شبح التنقيب عن الحزن كمن وجد ملاذه.
مهما بلغت أقصى عتبات الألم فإنك طالما على قيد الحياة مضطر للمواجهة، للتعايش وللتأقلم مع وضعك المأزوم حد الفجيعة، تلك الكلمات التي تبدأ بكتابتها أيا كانت الوسيلة تشعر أنك تنظف روحك، تبعثر ألمك، بالتأكيد لن تشفى سريعاً.
سيمر وقت طويل بالكاد تمتلك فيه إمكانية النهوض، لكن مع مرور الوقت ومع استمرارنا بالكتابة بزج الكلمات في خضم حزننا، إنها هبة لم نتخيل يوما مدى اتساع فضاءاتها التي تقينا وتشفينا، كأننا رغم كل شيء عدنا للحياة من جديد وها نحن نزهر على مهل مرددين كان يجب ألا ننتظر فجيعة كي نعود للتفاوض مع الكتابة.
                         

العدد 1210 – 22 – 10 -2024 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك