زيارات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بين الحين والآخر إلى المنطقة مشبوهة وهي بلا أدنى شك لخدمة الاحتلال في حربه على غزة ولبنان.
تحرك بلينكن يأتي في سياق ضمان المصالح الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة وضمان الأمن الإسرائيلي المزعوم والتفوق الاستراتيجي للعدو الصهيوني في المنطقة، في ذروة العدوان الصهيوني المتواصل على غزة ولبنان.
بلينكن يظهر كمهندس ودبلوماسي للإبادة، ويساوي في تصريحاته بين الضحية والجلاد والمعتدي والمعتدى عليه، كامتداد طبيعي للسياسة الأمريكية والدبلوماسية المواربة، والارتباط العقائدي بين الساسة الأمريكيين الحاكمين والصهاينة دون الأخذ بالاعتبار لحقوق الشعوب المظلومة.
بلينكن في المنطقة وحين يغادرها يترك رسالة واضحة في الاتجاه السلبي، وحكومة العدو الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو ماضية في مخططاتها ومشاريعها العدوانية.
لكن ما يقلق بلينكن وإدارته هو تعاظم قوة المقاومة، وخصوصاً بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفي لبنان رغم محاولة الاحتلال إضعافها باغتيال كوادرها القيادية.
زياراتٌ بلينكن المكوكية المتوالية للمنطقة كرر فيها التصريحات نفسها، حول “وقف إطلاق النار”، لكن كلمة السر في مكان آخر وربما كانت عبارة وقف إطلاق النار هي كلمة السر في نقيضها لاستمرار القصف والقتل في غزة ولبنان، وهذا ما يحدث بالفعل.
الدبلوماسية الأمريكية ثابته في النهج السلبي والتضليلي وليس لها أي مفاعيل إيجابية على الأرض خصوصاً ما يتعلق بأي حلول تجاه قضايا المنطقة، والصراع العربي الإسرائيلي وسواء أكان بلينكن أم غيره في الواجهة الدبلوماسية فإن السعي لمنع الأزمات من الحدوث أو تحجيمها قبل خروجها عن السيطرة أمر ليس بالوارد فأمريكا مهندسة الفوضى في العالم.
ويبدو أن الإدارة الأمريكية أصبحت هذه الأيام عمياء أكثر من ذي قبل ولا يعنيها حتى نشوب حرب شاملة ستكون كارثية في النتائج والعواقب، ولن تسلم منها الولايات المتحدة الأمريكية.
منهل إبراهيم