الثورة – عبير محمد:
ينتاب أبناؤنا في كثير من الأحيان في سن المراهقة نوبات غضب أو (الشعور بالغضب)، والتي غالباً ما تكون غير مبررة، فالمرحلة العمرية للمراهقين كلها تقلبات في هرموناتهم ولها تأثير كبير على الحالة المزاجية.
وحين نرى كيف يبالغ الأطفال في رد فعلهم، فمن المهم أن نتذكر أنهم أقل قدرة على إدارة المشاعر الكبيرة مثل الغضب مقارنة بالبالغين.
ما يتوجب على الآباء محاولة النظر إلى غضب المراهقين باعتباره جزءاً طبيعياً من كونهم أشخاصاً لا ينبغي أن يكون الهدف منعهم من الشعور بالغضب، بل مساعدتهم على إيجاد طرق أكثر أماناً وأقل ضرراً للتعبير عنه.
وقد تبدو مشكلاتهم بسيطة أو لنقل سخيفة ولكن بالنسبة لهم ولمشاعرهم التي تسببها حقيقية ومؤلمة.
لعل سنوات المراهقة تتميز بتغيرات جسدية هرمونية وعاطفية مختلطة، كما يمكن للتغيرات الهرمونية خلال فترة المراهقة أن تغذي تقلبات المزاج التي يعاني منها معظم المراهقين، فيما كثير من الأهل لا يدرون أن القشرة الجبهية في الدماغ هي المسؤولة عن التحكم في الدوافع التي لا تزال طور النمو ولا تتطور بشكل كامل حتى سن الخامسة والعشرين، وقد يكون ذلك له علاقة على وجود حالة صحية وعقلية أساسية وذلك لأنه صورة وانعكاس لما له من آثار في الطفولة وكيف تربى وبأي بيئة.
تقول لورين أليهاند دكتوراه في علم النفس في معهد تشايلد مايند:
إن الغضب ليس بالضرورة أمراً سيئاً: ” الغضب جزء مهم من حياتنا العاطفية ولكن الغضب يكتسب سمعة سيئة لأن الرغبات التي تأتي معه- الصراخ والقتال والتعامل بقسوة مع الآخرين- يمكن أن تكون مدمرة ومزعجة.
وتضيف: يجب على الآباء أن يجتهدوا في النظر إلى غضب المراهقين ليس باعتباره شيئاً يجب تبديده أو التغلب عليه، بل كجزء طبيعي من كون المرء إنساناً. وبالتالي مهمتنا هي مساعدة الأطفال على فهم أنه من الطبيعي أن يشعروا بالغضب- حسب رأيها-في الظروف المناسبة، مثل: عندما يدفعنا الغضب إلى السعي لتحقيق التغيير الاجتماعي، يمكن أن يكون الغضب محفزاً. “إن الغضب لا يعني أن هناك خطأ ما فيك، بل يعني فقط أنه يتعين عليك إيجاد طريقة للتعامل مع هذه المشاعر”. تقول: إن الهدف لا ينبغي أن يكون منع المراهقين من الشعور بالغضب، بل مساعدتهم في إيجاد طرق أكثر أماناً وأقل ضرراً وحتى إنتاجية للتعبير عنه.
*متى نخاف ؟
عندما تتكرر تلك الانفعالات وبشكل أكبر من حجمها وبفترات قصيرة، ولأسباب ليست قوية سوف تتطور أفعال المراهق، إذ يمكن أن يتفوه ويتلفظ بألفاظ مؤذية ويتجاوز حدوده ويمد يده ويقوم بسلوك الضرب.
أيضاً عندما يكون الغضب في غير محله أو خارج نطاق السيطرة يمكن أن يدمر العلاقات وحتى الحياة، ويمكن السلوك الغاضب الشديد أن يؤدي إلى حالات صحية وعقلية وجسدية مزمنة.
نصائح لإدارة الغضب
وتشير الأبحاث والدراسات إلى وجود عدة طرق بسيطة وفعالة يمكن من خلالها مساعدة المراهق في التعامل مع غضبه:
منها أن ندعه يعبر عن رأيه وقراراته دون خوف وتأكد من فهمه للقوانين والقواعد.
– التحدث معه بطريقة ناضجة وخاصة أثناء شرح القواعد والحدود يمكن أن يجعلهم يستجيبون ويتصرفون بنضج مثل البالغين.
– احترام خصوصية المراهقين ومنحهم مساحة حرية يحتاجونها وقد يساعدهم ذلك على الشعور بالأمان للانفتاح عليك بشأن الأشياء التي تزعجهم
وعند انتهاك خصوصيتهم تجعلهم أكثر سرية ويفقدون الثقة بك.
– أثناء التحدث معهم اعترف بمشاعرهم وعواطفهم.
– لا تنتقدهم بشكل مفرط، فالنقد الصحي ضروري لإخبارهم بأخطائهم، عندما يبدو أن مراهقك قد خرج عن السيطرة، ابتعد عنه بعد أن تقدم له نصيحة لطيفة وناضجة ستمنحه هذه المساحة التي يحتاجها للتهدئة.
كما يمكن أن يكون قضاء بعض الوقت الممتع كعائلة طريقة رائعة للترابط مع مراهقك. قد لا يحبون ممارسة الألعاب التي اعتادوا عليها عندما كانوا أطفالاً، لذا تعرف على اهتماماتهم وجرب بعض الأنشطة المتعلقة بها. على سبيل المثال مشاهدة فيلم أو تناول اي شي خارج البيت معاً.
بالإضافة للاستماع إلى الموسيقا وأيضاً ممارسة اليوغا من خلال التأمل أو أخذ أنفاس عميقة. وممارسة الرياضة لما لها من دور كبير في تفريغ طاقة الغضب أو الرسم أو التلوين.
العد إلى 20 قبل التلفظ بكلمات غير لائقة، المشي عندما يشعرون بالغضب يتطور بداخلهم، فمن الجيد أن يبتعدوا عن الحشد ويمشوا لمدة خمس إلى عشر دقائق. قد يساعدهم هذا على التهدئة.
احضنوا وقبلوا أولادكم وتقبلوهم بحب ودفء لنخفف عن أنفسنا ضغط وتعب الح