هواجس من قلق وخوف.. تعيشها النساء ذاتياً

الثورة – مها دياب:

لا أستطيع النوم بشكل مريح، دائماً ما يأتيني الكثير من الكوابيس لأجد نفسي في اليوم التالي مرهقة ومتعبة، ما يؤثر على التواصل مع أبنائي أو زوجي، والأمر الآخر دائماً ما ينتابني عند رؤية زوجي الشعور بالخوف والتوتر، وبالتالي لا أستطيع صياغة الكلام معه، أشعر بالخوف والعجز بعلاقتي بزوجي وأبنائي.. لم أعد أعرف كيف أعتني بهم، أشعر بالكره تجاه نفسي لأنني لم أعد ذاتي، أحلامي تحطمت مع أول طفل لي كل تلك الحالات هي نماذج لنساء متزوجات يعانين يومياً من العديد من المخاوف في حياتهن الزوجية.
عن هذه الهواجس حدثتنا الاختصاصية النفسية والاجتماعية علا جبور، وعن نساء طلبن منها المساعدة في تخطي هذا الخوف للعودة بحياتهن إلى مرحلة السلام والأمان والتواصل الفعال مع الشريك والأبناء.

مكامن الخوف
تقول جبور: كثيرة هي مكامن الخوف في داخلنا كسيدات، والتي لها تأثيرها السلبي إذا لم ننتبه إليها ونعالجها، ولأن تعب الإنسان الأول في الحياة سببه أفكاره العشوائية والسلبية والتأثر بالآخرين وفقدان الثقة، بالتالي لابد من أن نناقش هذه المكامن لنخرج هذا الخوف من داخل حياتنا ونعيش بمحبة وسلام.
وتضيف: من خلال جلسات فردية أو جماعية مع سيدات لديهن رغبة التفريغ والحديث عن خوفهن بعيداً عن محيطهن ويبحثن عن علاج للمشكلات الأسرية والزوجية المرتبطة بواقع الحياة اليومية داخل البيت، والنتيجة كانت أن أكثر مكامن الخوف داخل الأسرة هي: (الهجر، والرفض، والتحكم).
الهجر
تشرح الاختصاصية جبور حالة الخوف من الهجر بأنه حالة عاطفية مقلقة، وأهم أسبابها تجارب الطفولة، مثل الإهمال وسوء المعاملة من الأهل أو الأصدقاء أو فقدان شخص عزيز وغالي كالأم أو الأب أو صديق، فيكون الخوف هنا غير واقعي وعلى شكل تعلق غير أمن، وهذا بسبب عدم القدرة على تحقيق ارتباط آمن مع الشريك ونتيجة علاقات وتجارب سابقة وأغلبها سلبية وانخفاض لتقدير الذات، ما يسبب مشكلات كبيرة مع الطرف الآخر قد يؤدي إلى الهجر فعلاً إذا لم يتم حله وتداركه.
التحكم
وتابعت قائلة: وجدت الكثير من النساء يتحدثن عن سيطرة الشريك وتحكمه من أجل فرض السيطرة، حتى بأدق التفاصيل، حتى لو كانت غير مهمة في الحياة اليومية، من دون السماح لي بالمشاركة بالرأي أو التصرف حتى لو كنت على حق، وتدخله حتى بمن علي التواصل وحتى بعلاقتي بأهلي وأبنائي، وهذا سبب لي هاجس التمرد وعدم تنفيذ الكلام وأصبحت أركز معه في كل كلامه وقراراته، وأحاول دائماً أن أقول له أنت مخطئ، سأنفذ، ولكن ستندم فيما بعد، رغم محبتي له ولأولادي لكنني لم أعد أحتمل وأفكر دائماً أن أبتعد.
الرفض
وتذكر الاختصاصية النفسية أن أخطر مكامن الخوف هي عدم الثقة في النفس والتفكير أن الشريك لن يقبلها بعد الزواج أو يندمج معها، والكثير من السيدات تضع سقفاً عالياً من التوقعات بالعلاقة الزوجية، وبعد الزواج يبدأ الواقع يفرض نفسه من رفض الشريك لكثير من الأشياء معها أو مشاركتها بما يريد أو إيصال الخوف الدائم لها من خلال ردود الأفعال والسلوكيات والانتقادات بالشكل والشخصية وطرق التعبير عن العاطفة وبرود المشاعر، الأمر الذي يدخلها بحالة من الصدمة والكآبة، والأغلبية تستمر حياتهم كذلك إذا لم يتم طلب المساعدة لتخطي هذا الخوف وإعادة الثقة بالنفس ومجابهة الشريك للوصول إلى حل وسط في العلاقة لعودة الود والاحترام والعاطفة بينهم.
عدم الاستقرار الزوجي

الاختصاصية جبور بينت أن هذه المخاوف وغيرها تجعل الحياة الزوجية غير آمنة وغير مستقرة، وتبدأ الخلافات وتستمر إلى ما لا نهاية، ومن خلال حواراتي مع السيدات أجد الكثير من المشكلات الأسرية عمرها أعوام ممتدة، لم تناقش ولم تحل ولم تأخذ بعين الاعتبار حتى.
وهنا يجب الانتباه إلى عدم تأجيل الحوار بأي مشكلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة ويجب أن تأخذ حقها في الحوار، وهنا أكدت على الحوار الفعال الدائم بين الشريكين ومجابهة الخوف والتعبير وقول كل شيء الأمر الذي يحل الكثير من مكامن الخوف ويوصل لنتيجة مرضية بينهم ولكن لابد عند النقاش مراعاة أن يكون آمناً وسليماً ونصل من خلاله لنتيجة مرضية يجب مراعاة ما يلي:
لبدء النقاش علينا أن نبتعد عن التحدث بالسوء مع وعن الشريك خلال النقاش لأن هذا فيه استفزاز لحضوره، وبالتالي عدم التركيز على الأمور الهامة ويتفاقم الخلاف بدل أن يحل.. وألا نحول النقاش إلى خلاف بالتركيز على السلبيات بل ذكر الأشياء الجيدة أيضاً والتي نريد أن تعود وتبقى سائدة بينهم.
يجب اختيار الوقت والزمن المناسب للحوار مع مراعاة ظروف الشريك يحل الكثير من مشكلات التواصل بينهم، وكذلك الانتباه ومعرفة وقراءة لغة الجسد ونحن نجلس أمامه ومعه متى علينا أن نتكلم ومتى علينا أن نصمت ونعيد الحوار في وقت آخر مناسب.

ومن الأمور الهامة أيضاً، أنه في البداية وقبل هذا النقاش يجب أن تعرف السيدة أو السيد ماذا تريد هي ويريد هو تجاه نفسيهما لتغير العلاقة بالطريقة السليمة المقنعة للطرفين، والابتعاد عن التوتر والخوف أثناء الحوار، والتعبير عن الحب غير المشروط ولا نقول أنت.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة