الثورة – هلال عون:
كتب أكثر من صحفي (إسرائيلي) وعشرات الكتاب والإعلاميين عن تغلغل الفاشية في المجتمع “الإسرائيلي”، وكانت تلك الكتابات تكثر إثر جرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها كيان الاحتلال ضد العائلات المهجّرة من غزة، المكوّنة – غالباً – من النساء والأطفال، أو ضد المراكز الصحية والطواقم الطبية والمشافي وسيارات الإسعاف، أو ضد تجمعات المواطنين الفلسطينيين الراغبين بالحصول على مساعدات غذائية، أو من خلال صور وفيديوهات وشهادات لقناصين صهاينة يسددون على قلب أو رأس طفل فلسطيني ويمارسون القتل لأجل القتل بأعصاب باردة، أو حين يجتمع عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي ويغنون ويرقصون أمام جثث الفلسطينيين وكذلك حين يقوم المستوطنون بتوزيع الحلوى في الشوارع بعيد عمليات القتل التي يمارسها جنود الاحتلال ضد شخصيات عربية بارزة…الخ.
كل تلك اللقطات تم توثيقها بالصور أو بشهادات إعلاميين أو أطباء غربيين من أرض الحدث، من داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.
في هذا السياق يأتي القرار الجديد للكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة وبموافقة جميع الأحزاب الصهيونية في الحكومة والمعارضة على حظر وكالة الغوث الدولية (الأونروا) للتدليل على مدى تغلغل الفاشية في جميع الأحزاب الصهيونية وفي المجتمع الإسرائيلي عموماً.
وقد رأى د.مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن قرار الكنيست بحظر عمل الأونروا يؤكد تغلغل الفاشية في المنظومة الإسرائيلية.
وأضاف أن القرار “يمثل جزءاً من الهجمة الموجهة لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حق اللاجئين في العودة حسب قرار الأمم المتحدة ١٩٤، كما أنه يمثل اعتداء مباشراً على القانون الدولي و الأمم المتحدة ومؤسساتها، واستخفافاً مطلقاً بالمجتمع الدولي، و لم تكن الفاشية الإسرائيلية لتصل هذه الدرجة من الوقاحة لولا الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل ولولا تواطؤ العديد من الحكومات الغربية مع إسرائيل و سكوتها على جرائمها”.
وقال البرغوثي: “إذا كان لدى المجتمع الدولي الحد الأدنى من احترام النفس والحرص على القانون الدولي فإن عليه طرد إسرائيل من الأمم المتحدة وفرض العقوبات عليها رداً على قرارها ضد الأونروا”.