الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
ردا على غضب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إزاء الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، تجري الآن حملة قمع حقيقية في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة. حيث تعمل الإدارات على تعليق عمل أعضاء هيئة التدريس والطلاب المحتجين على المذبحة المستمرة وطردهم وفصلهم من العمل، بل وانتهاك حقوقهم الديمقراطية.
إن هذا القمع يحدث في عدد من الجامعات في البلاد، والتي تربطها علاقات وثيقة بالحزب الديمقراطي. ففي يوم الجمعة الماضي، تم إيقاف نحو 25 عضواً من هيئة التدريس بجامعة هارفارد عن دخول مكتبة “وايدنر” لمدة أسبوعين بعد إجراء احتجاج صامت “للدراسة” تضامناً مع الطلاب الذين تم إيقافهم عن العمل بسبب إجراء احتجاج مماثل في الشهر السابق.
إن منع أعضاء هيئة التدريس من دخول المكتبة لمجرد عرضهم لأوراق تحتوي على عبارات غير مؤذية مثل “احتضان وجهات نظر مختلفة” يعد عملاً تأديبياً غير مسبوق. واستشهدت جامعة هارفارد بـ “سياسة المكتبة” لتبرير منع أعضاء هيئة التدريس من دخول المكتبة الرئيسية للمؤسسة، وهو ما سيؤثر بشدة على قدرتهم على إجراء عملهم بأنفسهم.
وفي جامعة بيتسبرغ، يواجه ما لا يقل عن 17 طالباً وعضواً في المجتمع المحلي ملاحقات قضائية بسبب مشاركتهم في مخيمات التضامن مع غزة. وبعد أن هاجمت الشرطة المخيمات، يواجه المحتجون المعتقلون اتهامات مبالغ فيها، بما في ذلك جرائم جنائية. كما صدرت بحقهم إخطارات “أشخاص غير مرغوب فيهم”، مما يعني حظر دخولهم إلى حرم الجامعة.
في جامعة شيكاغو الأسبوع الماضي، أرسل مسؤولو الجامعة الشرطة لطرد وإيقاف طالب عربي شارك في احتجاج مناهض للإبادة الجماعية في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت ميغان بورتر، محامية الطالب، لإحدى وسائل الإعلام المحلية إنه على الرغم من عدم إدانة موكلها بارتكاب جريمة، فقد تم إبعاده من الحرم الجامعي. وأضافت بورتر أنه ليس لديه عائلة في الولاية وليس لديه مكان آخر ليعيش فيه.
وفي جامعة كورنيل، أوقفت الإدارة أربعة طلاب لمدة ثلاث سنوات بسبب مشاركتهم في احتجاج مؤيد للفلسطينيين في 18 أيلول الماضي، والذي كان موجهاً ضد المقاولين العسكريين الذين يسلحون “اسرائيل” لارتكاب الإبادة الجماعية.
في جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، تم طرد أكثر من 100 طالب وعضو هيئة تدريس من الحرم الجامعي بعد اعتقالهم بسبب احتجاجهم على الإبادة الجماعية في غزة في الفصل الدراسي الماضي.
وقد رفعت مؤسسة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية في شمال كاليفورنيا ومركز قانون الاحتجاج والتقاضي دعوى قضائية ضد الجامعة، بحجة أن التعليق الجماعي غير دستوري.
ولا يقتصر القمع في الحرم الجامعي على الولايات المتحدة، ففي وقت سابق من هذا الشهر اعتقلت شرطة مكافحة الشغب طلاباً في جامعة غرب سيدني بعنف لمشاركتهم في اعتصام سلمي احتجاجاً على الإبادة الجماعية في غزة. وبعد الاعتقالات العنيفة، وقع مئات الأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس على رسالة مفتوحة تدين وحشية الشرطة.
وأشار الموقعون إلى أن الأعمال العنيفة التي تقوم بها الشرطة تشكل جزءاً من نمط أوسع من القمع الذي تمارسه الشرطة في مختلف الجامعات الأسترالية ضد أولئك الذين يحتجون على الفظائع التي ترتكبها “إسرائيل”.
تدعو منظمة الشباب والطلاب الدوليين من أجل المساواة الاجتماعية (IYSSE) الطلاب إلى التعبئة ضد هذا الهجوم المتصاعد على الحقوق الديمقراطية. يجب على الطلاب المطالبة بإسقاط جميع التهم الموجهة إلى المحتجين على الإبادة الجماعية، واحدة من أكبر جرائم الحرب في القرن الحادي والعشرين. يجب إلغاء جميع العقوبات والقيود المفروضة على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
إن التورط المركزي للحزب الديمقراطي في اضطهاد المعارضة للإبادة الجماعية يثبت أن ادعاءه بحماية “الديمقراطية” ليس سوى خدعة ساخرة. وبصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات، إذا كانت هناك بالفعل نتيجة واضحة، فإن التوجه نحو الدكتاتورية سوف يستمر في التزامن مع تصعيد الحرب والنمو الشديد للتفاوت الاجتماعي.
إن الأساليب المناهضة للديمقراطية التي استخدمتها الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة خلال حملات المكارثية ضد الشيوعية في الخمسينيات من القرن العشرين، يتم إحياؤها الآن على نطاق عالمي من قبل جميع القوى الإمبريالية.
إن الدفاع عن الحقوق الديمقراطية الأساسية، بما في ذلك الحق في الاحتجاج على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، لا ينفصل عن تطوير حركة اشتراكية مستقلة في الطبقة العاملة وبين الشباب ضد كل الحروب الإمبريالية ومصدرها النظام الرأسمالي.
المصدر- غلوبال ريسيرش