وعد بلفور.. الجريمة الأخطر بحق الإنسانية

 

الثورة – كتب المحرر السياسي ناصر منذر:

سبعة أعوام بعد المئة، ولا يزال الفلسطينيون يدفعون من دمهم وأرضهم وحرياتهم، ثمن وعد بلفور المشؤوم، الذي جاء عام 1917 على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، وبموجب هذا التصريح منحت بريطانيا الاستعمارية لليهود الصهاينة وعداً بإقامة كيان لهم في فلسطين على حساب أهلها الأصليين بناء على المقولة المزيفة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
بعد صدور هذا الوعد، عمدت العصابات الصهيونية إلى استغلاله في تدعيم غاياتها في إقامة كيان لها على أرض فلسطين التاريخية، ليأتي بعد ذلك صك الانتداب الذي وافقت عليه عصبة الأمم المتحدة، ودخل حيز التنفيذ علام 1923، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين، لتنجح تلك العصابات على إثر ذلك في إقامة الكيان الصهيوني في الخامس عشر من أيار عام 1948، وبذلك شكل وعد بلفور سابقة تاريخية خطيرة ومخالفة سافرة لكل الأعراف والقوانين الدولية، حيث حظي الكيان الصهيوني بعد ذلك، بعضوية الأمم المتحدة بضغط  من الدول الكبرى، ليصبح هذا الكيان الغاصب أول كيان في تاريخ النظام السياسي العالمي ينشأ على أرض الغير، ويلقى مساندة دولية جعلته أكبر منظمة عالمية للإرهاب الدولي على الإطلاق.
ليست بريطانيا وحدها من تتحمل مسؤولية إنشاء الكيان الصهيوني، وإنما الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كان لها المساهمة الكبرى، في ترجمة الوعد المشؤوم إلى تطبيق عملي على الأرض، ليكون هذا الوعد بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين التاريخية استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.‏
وقد سبق للحكومة البريطانية أن عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسمياً سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسمياً وعلنياّ سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 نيسان عام1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع إعلان بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفيما بعد جاءت الإجراءات الغربية المتممة لذلك الوعد، والتي ساعدت على إقامة الكيان الصهيوني، وفق قرار التقسيم عام 1948، ما يعني بكل وضوح أن وعد بلفور كان إعلاناً غربياً وليس بريطانياً فحسب.
بعد الوعد المشؤوم، لم يستسلم الشعب الفلسطيني للقرار البريطاني، وما أفرزه من تبعات فرضتها الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة على الأرض، بل خاض هذا الشعب ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936، ولا يزال حتى اليوم يخوض معارك الصمود والشرف أمام غطرسة الآلة الصهيونية، وما ترتكبه من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، فما يجري اليوم من حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، والضفة الغربية، خير شاهد على مدى الإرهاب الصهيوني، ومدى صمود الشعب الفلسطيني، المتمسك بأرضه، رغم التضحيات الجسام التي يقدمها كل يوم، ويشاهدها العالم أجمع، ليقدم بذلك دروساً نضالية عز نظيرها في التاريخ.
اليوم، وبعد 107 أعوام على صدور الوعد المشؤوم، ورغم تغير الظروف وتبدل الأدوار فيما يخص قيادة الولايات المتحدة للمحور الغربي وتراجع الدور البريطاني، إلا أن بريطانيا ظلت على الدوام جزءاً أساسياً من المخططين والمساهمين في كل المشاريع التي تستهدف المنطقة ودولها، وحتى يومنا الراهن تواصل بريطانيا دورها التآمري ضد المنطقة العربية كجزء من التحالف الغربي لاستكمال تفتيتها، والسيطرة على ثرواتها.

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري