على وقع فجيعة الحرائق وحلقات مسلسلها الطويل على مدى سنوات، كادت أنفاس السوريين تختنق في صدورهم وهم الشاهد على حجم معاناتهم ومأساتهم على جميع المستويات، فحين تلتهم النيران المفتعلة في الغابات والحقول والسهول والجبال بشكل متتابع ودون فاصل زمني، هي بالتأكيد حرب أخرى لزعزعة استقرار الطبيعة وانعدام التنوع الحيوي والغطاء النباتي وخلخلة البيئة المحيطة بكل مكوناتها من بشر وحجر وشجر ونبات.
ولعل التركيز على استهداف الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون منها في مختلف المناطق وعلى مساحات واسعة، إنما يأتي في سياق زيادة الإفقار للمواطن بالدرجة الأولى والاقتصاد الوطني ثانياً لطالما يعد الزيتون من المحاصيل الاستراتيجية إلى جانب القطن والقمح.
وبعد أن خرجت مساحات كبيرة خاصة بزراعة هذين المحصولين الأخيرين، كان التعويل بشكل أكبر على محصول الزيتون في سد رمق نسبة كبيرة من الأسر السورية على صعيد الغذاء وأساس المونة.
لكن الظاهر أن أعداء هذا الشعب في الداخل والخارج لا يألون جهداً لاستمرار إشغال السوريين بالبحث وراء لقمة العيش بعدما كان شعار الاكتفاء الذاتي وتوفير الأمن الغذائي قائماً ومؤمناً لسنوات طويلة، ماعزز صمود الشعب العربي السوري في وجه رياح التغيير ومشاريع التقسيم على صعيد المنطقة.
إن تأكيد الجهات الرسمية المعنية بأن معظم الحرائق التي جرت سابقاً وتجري حالياً هي مفتعلة فإن المصلحة الوطنية تقتضي عدم التساهل مع مرتكبي هذه الجرائم بحق الوطن والمواطن وإنزال أقسى العقوبات بحق مرتكبيها

التالي