الطفولة حكاية لا تنتهي، وفي كل يوم تذهلنا مواهبهم وإبداعاتهم في غير وسط طفولي إن كان على صعيد التفوق الدراسي أو التميز في تقديم موهبتهم على اختلاف أشكالها الثقافية والرياضية والفنية.
ومن هنا لابد أن نقف أمام هذا العالم الذي يشق طريقه بين تحديات الزمن وينبت كالزهور اليانعة ليكتب ملحمته الطفولية بحروف من نور وألق في المنابر المحلية ليتجاوزها بعد ذلك عربياً وعالمياً.
واليوم إذ يتحضر الجميع للاحتفال بيوم الطفل العربي نتساءل: هل حققنا فعلاً بيئة ملائمة لطفلنا لنساعده على رسم مستقبله، وهل تكفي المناسبات الدورية لإعطائه حياة تليق به؟.
في الحقيقة طفلنا اليوم يحتاج منصة حوارية يعبر من خلالها عن طموحاته، آماله، تطلعاته، وكيف يمكننا الأخذ بيده إلى بر الأمان، لأننا نعلم جميعاً أن الاستثمار في الطفولة هو استثمار في مستقبل البلاد، وبالقدر الذي نبني ونؤسس في الطفولة، سيكون الحصاد مثمراً ووفيراً، وفي الآن نفسه سيكون حصاداً بناءً.
وعندما يتوفر للطفولة البيئة التي تليق بها، نستطيع أن نغرس في عقولهم معاني الانتماء للوطن والذود عنه، والعمل لبنائه على أسس قيم التضحية ونصرة الحق والوقوف إلى جانب أبناء جلدتهم في فلسطين ولبنان وغيرهم ممن يعانون من فتك آلة العدوان وبطشه ووحشيته ودمويته التي طالت كل شيء وخصوصاً الأطفال.
في يوم الطفل العربي لا بد أن نسعى للنهوض بالطفولة وتوفير كل ما من شأنه أن ينهض بقدراته وموهبته وإبداعه، وليكن يوماً سورياً بامتياز، فمن حق الطفل السوري أن يخصص له يوم تحتفي به الجهات المعنية بشؤون الطفولة سواء في المدارس أم المؤسسات الثقافية عبر جولات ثقافية بين أرجاء المتاحف والمكتبات، والتعرف على تراثنا وحضارتنا، هي فرصة للخروج عن المألوف، ليشعر الطفل أنه في عيوننا وفي دائرة اهتمامنا.
وليكن هذا اليوم بداية جديدة لخلق عالم جدير بالطفولة، عالم يتمتع بالحوار والإبداع والسلام.
وكل عام وأطفالنا ملء القلب والروح، والسلام لأطفال العالم جميعهم.
السابق
التالي