“هل يوجد أحد هنا؟..” صرخات يطلقها الغزاويون والدفاع المدني بإمكانياتهم المحدودة، للتأكد من وجود أحياء تحت الأنقاض.. بعد القصف والغارات والعدوان الإسرائيلي على مناطق القطاع، وتستمر صرخات ونداءات التأكد من وجود أحياء تحت الأنقاض، لتقديم مساعدة للمصابين، وفي ظل الظروف القاسية يترك العديد من الشهداء تحت الأنقاض، وتزداد المعاناة.
مع العديد من الحروب التي عاشها العالم، لم يكن مثل هذه الأوضاع، النزوح والقتل الجماعي في كامل قطاع غزة، ولا يدل إلا على الإبادة والتطهير العرقي.. أضحى في غزة مجاعة وموت وشيك.. أرض مدمرة تعاني عدم توفر الاحتياجات الأساسية للإنقاذ والتعافي، وأصبح القطاع يشبه مدينة أشباح، فقد اختفى كل شيء، استوت المنازل بالأرض بشكل كامل، وغابت البنية التحتية ومراكز الخدمات، وتنتشر الأنقاض في كل أرجائها محتضنة آلاف جثامين الشهداء التي لم تصل إليها أيدي ذويهم.
في تجسيد لأبشع ما رصده التاريخ.. يواصل العدوان الإسرائيلي مجازره متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.. ويصرح مسؤولون أمميون أن “جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت الوشيك جراء المرض والمجاعة والعنف”.
عندما تعجز الكلمات عن الوصف.. أصبح البقاءُ على قيد الحياة هدفاً وحيداً لسكان قطاع غزة، الذين لا تغيب عنهم صور الدمار المنتشر في أرجاء القطاع المنكوب، معاناة يومية يعيشها الأطفال والنساء والشيوخ، حياة مفعمة بالخوف والقلق، وفي تلك الظروف غير الإنسانية.. وهذه المعاناة لا حل لها إلا بوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع وعلى العاملين في المجال الإنساني هناك الذين يحاولون تقديم المساعدة.

السابق
التالي