الثورة – منهل إبراهيم:
أفعال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وباعتراف الإعلام والساسة الإسرائيليين تهدف إلى بقائه في السلطة، لذلك فهو يعمل على فعل أي شيء من شأنه إطالة أمد سيطرته على مقاليد الحكم في الكيان.
وفي سياق متصل وصف الكاتب والصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، خطوة رئيس وزراء الاحتلال بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بأنها “بمثابة التعبير عن موت ما يسميها “الديمقراطية الإسرائيلية” ببطء تدريجي وبلطف”، حسب تعبيره.
وقال برنياع في مقال نشره عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت” مخاطباً الإسرائيليين: “صباح الخير لكم، قد لا تشعرون بذلك، وقد يكون ما تقوله الأخبار غير مؤثر في حياتكم حالياً، لكنكم تعيشون منذ هذا الصباح في ديمقراطية سابقة”.
وأضاف: “خطأ كبير.. هناك ديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها، في حمام دم، أما ديمقراطيتنا، فهي تموت ببطء تدريجي، الإقالة الثانية لغالانت أسوأ من الأولى، في المرة الأولى أقاله لأنه حذر من الانطباع الذي يتركه الانقلاب الحكومي لدى خصومنا، تمت إقالته ،وهذه المرة أُقيل لأنه رفض إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، ما تسبب في تهديد محتمل لحكم نتنياهو”.
وأوضح أنه “أصبح بقاء نتنياهو في السلطة الهدف الأساسي، وأصبح هذا أهم من أداء النظام العسكري في خضم حرب، وأهم من سلامة المقاتلين في الخطوط الأمامية المدعومين من حكومة مسؤولة عاقلة، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الحكومة التي يرأسها، فنحن نعيش في ديكتاتورية”.
وقال: “انظروا إلى تعيين إسرائيل كاتس وزيرا للحرب.. كاتس سياسي قديم ذو خبرة، ويتقن المناورة في مركز حزب الليكود، لكن إدارة الحرب ليست من اختصاصه”، على حد قوله.
وأشار إلى أنه “ربما يستطيع الجيش التأقلم بدون الوزير، لكن ماذا سيحدث للمفاوضات المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية؟ إذا جلب كاتس الدبلوماسية نفسها التي جعلته يتنازع مع كل دولة ممكنة عندما كان وزيرا للخارجية، فنحن في مأزق”.
وأكد الكاتب الصهيوني أن “نتنياهو لا يهتم، كلما تم تصوير وزير حربه على أنه غير مؤهل أو مضحك أو فاشل، زاد رضاه.. وغالانت ليس شخصاً سهلاً، وتصريح نتنياهو بأنه لا يثق به صحيح، لكنه أيضا لا يثق بوزير خارجيته الجديد غدعون ساعر، ومع ذلك يتدبر الأمر”.
وأكد أن “الثقة في السياسة غالباً ما تكون مجرد أخبار كاذبة وسراب، شيء يظهر في رسائل الحكومة التي يرددها أبواق السلطة، انظر إلى رابين وبيريز، نتنياهو وإسحاق مردخاي، نتنياهو وغانتس، نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، لا يهمه أنهم لا يثقون به طالما أنهم لا يهددون بقاءه في الحكم.. كي يشعر بالعظمة، يجب أن يكونوا صغاراً”.
وأضاف أن “السلطة التي يمنحها القانون لرئيس الوزراء لإقالة الوزراء مبررة تماماً، لكن الكنيست الذي أقرت القانون لم يأخذ في الحسبان أن يأتي يوم في إسرائيل يقف فيه رئيس وزراء يخشى فقدان السلطة لدرجة يفقد معها صوابه، إنه ليس أول سياسي في العالم يُنتخب ويصبح ديكتاتورا”.
وذكر أن “السلطة تُفسد، كما قال اللورد أكتون، وإذا سمحتم لي بإضافة شيء، فإن السلطة أيضا تحول الأشخاص الأذكياء إلى مجانين، هناك خطر واضح وقريب، خذا ما كتبته في ليلة غالانت الأولى، وهذا صحيح أكثر في ليلة غالانت الثانية، في خضم الحرب”.
وختم الكاتب بأنه “ربما هناك نقطة إيجابية واحدة في هذا الحدث الصعب، يمكن لغالانت أن يصبح زعيماً لطيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون: لا بعد الآن، في مكان لا يوجد فيه أحد ولا توجد معارضة، قد يصبح غالانت أملاً بديلاً”.
السابق