ترامب عاد لمواجهة الخصوم و”الناتو” متوجس.. فهل تعود الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا؟

الثورة – منهل إبراهيم:

عاد ترامب للرئاسة الأمريكية، بمواجهة خصومه، وعليهم الدفع مجدداً للرئيس ترامب حتى يحميهم من العواصف التي ربما تحدق بالسفينة الأوروبية، وبتفوق حلف الناتو خصوصاً في مواجهة روسيا.
ولا أحد منا ينسى مقولة ترامب الشهيرة: “لماذا لا تدفعون؟ لم أكن لأحميكم، في الواقع سأدعمها (روسيا) في فعل ما تريد بكم، عليكم أن تدفعوا“.
ترامب تعهد بفرض ضرائب وتعريفات جمركية إضافية تصل إلى 10 بالمئة على الواردات الأمريكية من الاتحاد الأوروبي، والضغط على الأخير لاستيراد المزيد من الصادرات الأمريكية.
والتقط قادة الاتحاد الأوروبي إشارة من فرضية اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة، بعد إعلان المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
والجمعة، توصل اجتماع عقد بالعاصمة المجرية بودابست إلى إجماع قادة دول الاتحاد الأوروبي حول الحاجة إلى زيادة النمو والإنتاجية مع اقتراب سياسة الحماية التجارية “أميركا أولاً”.
ووقع زعماء الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بودابست على إعلان يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية المتدهورة للتكتل، وهي مهمة أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب تهديد سياسات الحماية التجارية “أميركا أولاً” التي وعد بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ووقفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أمام الصحفيين الجمعة، وأكدت أن التكتل لديه الكثير من الحواجز أمام الابتكار ويجب أن تقلل بشكل كبير من البيروقراطية، وخاصة بالنسبة للشركات الناشئة، وزيادة الاستثمار، وتسهيل الوصول إلى رأس المال، وزيادة الإنتاجية.
يأتي ذلك، بينما يشعر المسؤولون الأوروبيون بالفزع إزاء عودة ترامب الوشيكة ليس فقط، بسبب خلافاته مع حلف شمال الأطلسي وتناقضه بشأن أوكرانيا، ولكن أيضاً العواقب الاقتصادية لتهديده بجعل الاتحاد الأوروبي “يدفع ثمناً باهظاً” لعدم شراء ما يكفي من الواردات الأمريكية.
وتكشف تصريحات، الجمعة، لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، مدى الخشية التي تنتاب اقتصادات أوروبا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، واحتمالية تنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية تبلغ 10 بالمئة على الواردات القادمة من أوروبا.
وقالت ميلوني: “لا تسألوا ماذا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل من أجلكم، بل اسألوا ماذا ينبغي لأوروبا أن تفعل من أجل نفسها. يجب على أوروبا أن تجد التوازن. نحن نعلم ما يتعين علينا القيام به”.
وفي تقرير لها الجمعة، أوردت صحيفة الغارديان البريطانية، أن أساس مناقشات الزعماء كان مبني على تقرير لرئيس الوزراء الإيطالي السابق ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، الذي حذر من أن التكتل يواجه “انحداراً بطيئاً ومؤلماً” ما لم تتحرك لإنهاء سنوات من الركود.
وقال دراجي إن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا غيرتا قواعد التجارة الدولية، ودعا إلى استثمار إضافي يصل إلى 800 مليار يورو سنوياً في اقتصاد التكتل، أي ما يعادل حوالي 5 بالمئة من الناتج الاقتصادي السنوي للاتحاد الأوروبي.
وفي المقابل، يخشى الأوروبيون إلى جانب الحرب التجارية واحتمالية تراجع تمويل واشنطن لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من احتمالية زيادة تمويل أوكرانيا في حربها ضد روسيا، مع احتمالية انسحاب ترامب من تمويل الحرب.
هذه التخوفات قالها صراحة رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الجمعة، وزاد: “لا تستطيع أوروبا تمويل هذه الحرب بمفردها.. لا يزال البعض يريد الاستمرار في إرسال مبالغ هائلة من المال إلى هذه الحرب الخاسرة، لكن عدد أولئك.. الذين يجادلون بحذر بأننا يجب أن نتكيف مع الوضع الجديد آخذ في الازدياد“.
وتظهر بيانات وزارة التجارة الأمريكية، أن إجمالي تجارة السلع والخدمات مع الاتحاد الأوروبي بلغت 1.36 تريليون دولار في 2023، بواقع صادرات أمريكية بقيمة 620 مليار دولار، وواردات بـ 743.3 مليار دولار.
وبلغ العجز التجاري الأمريكي في السلع والخدمات مع الاتحاد الأوروبي 124 مليار دولار في 2024، وهو ما يسعى ترامب إلى إطفائه من خلال التوصل إلى صيغة تجارية تنهي العجز.
ويطمح ترامب إلى تحويل جزء من مصانع الشركات الأوروبية إلى السوق الأمريكية في عديد القطاعات الحيوية، ضمن خطة للوصول إلى أدنى نسبة بطالة على الإطلاق، وهو الجانب الآخر الذي يخشاه الأوروبيون.
ويبدو أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد يكون هو الضحية المقبلة للرئيس ترامب، إذ دعا في أكثر من مناسبة إلى ضرورة دعم أكبر من الأعضاء للتحالف، وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة.
وفي فبراير الماضي، ألمح ترامب إلى أن الولايات المتحدة لن تدافع عن الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي “ناتو” التي لا تفي بالتزاماتها المالية للحلف، إذا ما تعرضت لهجوم روسي.
وأشار ترامب في كلمته إلى أنه وقع في “صدام” مع أحد حلفاء الولايات المتحدة تحت مظلة الناتو (لم يذكر أي دولة) خلال فترته الرئاسية السابقة من 2017 إلى 2021، على خلفية تهديده بعدم الدفاع عن أعضاء الناتو الذين لا يحققون أهداف الإنفاق الدفاعي.
وأضاف ترامب أنه قال للحليف الذي لم يذكر اسمه حينها، بأنه “سيدعم” روسيا لتفعل ما تشاء والهجمات المحتملة (على بلدان الحلف المتأخرة عن سداد مدفوعاتها المالية للحلف).

آخر الأخبار
"المنظمات الأهلية" تحذر من انهيار منظومة العمل الإنساني في غزة القوات الروسية تحرر بلدة في دونيتسك وتدمر 12 مسيرة أوكرانية كوريا الديمقراطية: التعاون الثلاثي بين واشنطن وسيئول وطوكيو يعمق المواجهة كنايسل: الناتو سيدخل حرباً إذا ضربت كييف العمق الروسي "السورية للتجارة"  امام اختبار تسويق  20 ألف طن حمضيات .. فهل تنجو ؟ الرئيس الروسي يقر العقيدة النووية المحدثة لبلاده تحضيراً للدعم النقدي.. المركزي يذكّر بضرورة الإسراع بفتح الحسابات الدفاع الصينية: تدريبات صينية – باكستانية مشتركة لمكافحة الإرهاب طهران: العقوبات الأوروبية والبريطانية ضدنا انتهاك واضح لحقوق الإنسان  الخارجية الصينية: مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين بكين وموسكو ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال خلال عدوانه على جنين في زيارة عمل لبحث التطورات في المنطقة… الوزير صباغ يصل إلى طهران بايدن يمهد لترامب بتصعيد مع روسيا "الغارديان": الكرملين يعتبر أن بايدن يؤجج نار الصراع في أوكرانيا تشاينا ديلي: العلاقات التقنية الصينية الأمريكية بحاجة إلى تعميق السفير الضحاك: اعتداءات “إسرائيل” وامتلاكها أسلحة دمار شامل يستدعي بشدة إنشاء منطقة خالية من هذه الأ... أثرت سلباً على أداء المواصلات الطرقية بطرطوس.. تعديل تصنيف الطرق المحلية إلى مركزية دون زيادة الاعتم... زراعة 7000 هكتار بالشعير في درعا.. والأمطار تبشر بالخير تقييم أداء وجهوزية مراكز الكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة شح كميات مازوت التدفئة  المخصصة لدرعا