بداية لنعترف بوجود عدد ليس بالقليل من المعلمين والمدرسين ممن هم خارج اطار العملية التربوية والتعليمية ، ويحجزون أماكن لهم في السلم الوظيفي من حيث الاعتماد والشاغر، وهؤلاء إما موضوعون تحت التصرف، أو الندب أو الإعارة وفي جهات متعددة، من دون النظر إلى ما يحدثونه من مشكلات للعملية التربوية في المدارس المعينين فيها، وهذا البعض باعتقادنا عندما تقدّم للوظيفة في السلك التربوي كان بأمس الحاجة لها وأعدادهم كبيرة جداً.
طبعاً ما أشرنا إليه يقودنا للإشارة لما تمّ خلال الاجتماع الأخير الذي عقد لمديري الإدارة المركزية في التربية لمناقشة ورقة العمل المقترحة حول دورالقطاع العام وسياسات التوظيف ،تمّ طرح سؤال كبيرومهم خلال هذا الاجتماع …
ما الخطوات التشريعية التي يفترض أن العمل عليها خاصة فيما يتعلق بإصدارقانون خاص بالمعلمين يؤمن ترقيتهم الوظيفية ،والمساعدة في تحسين أوضاعهم المعاشية والحياتية ،إضافة لايجاد آلية توظيف تمكّن من تلبية الاحتياجات وتحقق الأهداف التربوية ، وغير ذلك من القضايا التي تسهم في دفع العملية التربوية باتجاه التطوير لسنا بصدد ذكرها في هذه العجالة ،لكن يبقى السؤال :
-هل التربية بحاجة لتعيين معلمين جدد ولديها الكثير من الفائض الذي ترك مهنة التعليم ليوضع إما تحت التصرف ،أو الإعارة ،أوالندب لدى جهات صحيح ربما لبعضها له علاقة بالتربية اسما ،وبعضها الآخر بعيد عن ذلك . .؟ ،مع علمنا أن لدى هذه الجهات موازنات خاصة بها تمكنها من المساهمة في تشغيل الكثيرمن الشباب الباحث عن فرصة عمل ، لكن على ما يبدوأن تلك الجهات تود صرف موازناتها في غير اتجاه طالما هناك جهة تسهم وبشكل فاعل في صرف رواتب هؤلاء تحت أي مسمى يريدونه .
إذا ما يهمنا في هذه الزاوية هو ” اتكاء ” العديد من الجهات على عصا التربية ونعود لنقول التربية بواقعها الحالي لا تحتاج إلى توظيف معلمين جدد، المسألة بحاجة إلى إعادة النظر بما هو متاح لديها، وهذا المتاح نعتقد جازمين يحتاج لقرار جريء ينهي كلّ الحالات التي أشرنا إليها، كونهم كما قلنا يحجزون وظائف اسما دون ممارسة العمل فيها .
بكلّ الأحوال نحن حددنا الجرح الذي يعاني منه الكثير من المدارس المتمثل بنقص الكوادر التعليمية مما يؤثر سلباً على العملية التعليمية ، وهذا النقص باعتقادنا يحتاج إلى إعادة النظر بالمنظومة التعليمية من منظورالمدرسة بعيداً عن أي منظورآخر ،وهذا يتطلب العمل على إنهاء جميع حالات وضع تحت التصرف والإعارة والندب وإعادة الجميع إلى المدرسة التي عينوا فيها مهما كانت تلك الجهات التي بإمكانها كما قلنا تعيين الشباب الباحث عن فرصة عمل ،ولدى تلك الجهات موازنات ومشاريع تجعلها تستغني عن كلّ من هو من خارج ملاكها بدلاً من الاتكاء على مؤسسة هي بأمس الحاجة لمعلميها في المدارس.