الثورة – منهل إبراهيم:
كل المعطيات على الأرض وتحركات الاحتلال وأفعاله الهمجية في غزة من قتل وتدمير ممنهج تشي بأن ثمة أمراً يتعلق بالاستيطان يحضر له جيش الاحتلال في غزة، ما يقرع ناقوس الخطر ويدفع للتحرك لوقف هذا المخطط الخبيث والأخطر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قالت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل من أجل إحداث تغييرات جذرية في غزة عبر إنشاء ثلاثة محاور تقسم القطاع، وسط ترجيحات بإحياء خطط الاستيطان في بعض المناطق.
وأفاد المراسل العسكري للصحيفة، يؤاف زيتون، بأن جيش الاحتلال وسع بشكل كبير جداً محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ووضع منشآت عسكرية ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها.
ولفت زيتون إلى أن سلوك جيش الاحتلال وخططه الرامية لتوسيع الأراضي التي يتواجد فيها وتقسيم القطاع في نقاط إضافية قد تكون منطلقاً للاستيطان الصهيوني في غزة.
وقالت الصحيفة، إن محور نتساريم تحوّل إلى بؤرة عسكرية إسرائيلية ضخمة تحتوي معتقلات ومراكز قيادة، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يعمل على إنشاء محاور جديدة وانتهى بالفعل من إقامة محور يفصل شمال غزة عن سائر القطاع.
وتحول محور نتساريم من مجرد خط وشريط ضيق لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه قبل نحو عام، إلى مساحة واسعة من الأراضي تقسم قطاع غزة فعلياً إلى ثلاثة أجزاء، شمال القطاع وجنوبه، ووسط القطاع الذي يعني محور نتساريم نفسه، والذي يعتقد أن المساحة التي يقام عليها حالياً لا تقل عن 7 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب.
ويأتي هذا التوسع على حساب مناطق جنوب مدينة غزة، كأحياء تل الهوى، والزيتون، والصبرة، وحي الشيخ عجلين.
كما يقضم التوسع مساحات واسعة من شمال المحافظات الوسطى، وتحديداً منطقة شمال مخيم النصيرات، وحي الزهراء، والمغراقة التي مسحت بالكامل، ومنطقة شمال مخيم البريج، وقرية جحر الديك.
ويعتبر هذا المحور إحدى نقاط الخلاف الأساسية في المحادثات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة، إذ تصر “حماس” على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فيما يطالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بآلية لمنع انتقال المقاومين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” نشرت آراء محللين للشؤون العسكرية وصور للأقمار الصناعية تؤكد أن أشغال جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر نتساريم ليست إلا جزءاً من مشروع ضخم يخطط له هناك، لإعادة تشكيل غزة وتثبيت وجوده هناك.
ولفتت إلى تعرض العديد من البنى التحتية المدنية من مدارس ومستشفيات ومنازل للتدمير في هذا الممر، أو تم تحويلها إلى نقاط عسكرية.
وتقول الصحيفة، في تقريرها إن صوراً للأقمار الصناعية وأدلة بصرية أخرى كشفت أن القوات الإسرائيلية تعكف على إنشاء تحصينات لممر استراتيجي يقسم قطاع غزة إلى نصفين، وذلك من خلال بناء قواعد، والسيطرة على منشآت مدنية وتجريف منازل، وهي أعمال يقول المحللون العسكريون والخبراء الإسرائيليون إنها تندرج ضمن مشروع واسع النطاق لإعادة تشكيل القطاع وتثبيت الوجود العسكري للاحتلال فيه.