الملحق الثقافي- حسن ابراهيم الناصر:
عشق الصباح «
حبّ سورية دم الشريان
مطر السماء في الشام
بعطر الياسمين
-هذا الماء النازل من المزن
«شو بيشبه»
صفاء وجهك!
إني نذرت في مقام العشق صومي..
والخطوب والأنواء
كموج البحر أينما اتجهت تلاقيني..
حتى انكفأت على حزني
المقيم كأنه صار بعضي..
ما كنت أعلم بأن في كفيك مفاتيح الحياة
حتى قرأت في سفر فلسفتك
سنين أمضيتها في هدأة الليل
مبحراً بين صفحات الكتب والروايات أفتش
عن وجوه تشبهك،
لو تدري كيف صارت الأرض
في غيابك..
حواكير وسهول
سفوح وقمم عاليات
تلاقي الغيم
سنديان و قمح وزيتون
وريحان وأقحوان وشهداء
أتعبني سهر الليالي الماطرات
تغلغل البرد في نقي عظامي
صار الملح في عيوني مرّ
وصرت أجد البحر
ملاذاً لبوح حكايا عشقي
أجيء مع النوارس
نسابق الشمس إلى الشاطئ
نقيم طقوس القهوة ونسمع أغاني «فيروز»
وحين تكفكف الشمس وهجها
وتلقي على البحر
«أرجوان اللازورد»
ألقي كل ما كتبت إلى الموج..
أرسم بحبات الرمل البلوريّة
كوخاً ومقعداً لعاشقين
انفلتا من قيود..
«محاكمات العادات والتقاليد».
أفك الأسلاك الشائكة
عن محبرتي وأبدأ أنسج
من المفردات أغاني
تشبه مواويل «الحواصيد»
أيام البيادر.
أنا ابن ريف نقي
«كحبات الحنطة»
مغسولة بماء الله
هناك يفرشونها
فوق أسطح البيوت الطينية
تحت أشعة الشمس
طوال النهار لتنشف
ثم يرسلوها إلى«الطاحونة»
لتصبح طحيناً تعجنه
«الأمهات في قريتنا معان»
مع ضوء الفجر خبز التنور..
كم تشبه ريحتك
ريحة خبز التنور ؟
أنا ابن ريف غارق بالشرق
على اتساع براري القمح
وكروم العنب والتين.
كنت ولم أزل أمقت المتاجرين «بالتنظير»
المترفين بالغرب
الذين يرتدون جلوداً مستوردة وجوهاً مستوردة
وعيوناً مستوردة
وقلوباً لا تعرف الحبّ
ولا كيف يكون بحق
حب سورية دم الشرايين؟!
العدد 1213 – 12 – 11 -2024