الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
كانت مغمورة، فجأة طبعت أربعة دواوين شعريّة خلال عام، مازحتها حين التقيتها مصادفة «من أين لكِ هذا؟ « أجابت» من عند الله ..يرزق من يشاء بغير حساب»، ونعم بالله، ولكن ما لا تعرفه هذه الشاعرة أن المقرّبين منها يضعونها في قفص الاتهام بأنها تعتمد على شعر عالميّ مترجم من هنا وهناك، وتعيد صياغة الجمل الشعريّة وتتقن صنعة تدوير النّص بأسلوبها الجميل ولا ننكر أنها تتقن هذه الصنعة وخاصة أنها ابنة اللغة العربية وخريجة كليّتها.
من حق الشّاعر أن يقدّم نفسه كما يشاء وكيفما يشاء ولكن عليه أن يدرك من يكتب ويتصدّر مشّهده الثقافي «الفقاعيّ» أن هناك من يتربّص المشهد الشّعري ويتابع ويتحقّق من كل كلمة ولاسيما في هذا الانفتاح الرقميّ الرهيب الذي نعيشه، حين نرنو جميعاً إلى المواقع الإلكترونيّة العربيّة والعالميّة.
برأي، للحروفِ أرواح وهويّة، بصمة نميّزها عن غيرها ولاسيما من يتابع ما يصدر من الكتب، ربما هنا تكمن حذاقة القارئ وكشف من أين هذا النص مجبول ومعمول ومقدّم، ونبقى على يقين أن الشاعر الحقيقي هو من يتبع صوته الدّاخلي يكتب به ويقرأ به ويجهر به ما تبوح به مكامن وجدانه، بأسلوب حضاري ليواكب عصر السّرعة، لا أن يعود إلى المعلّقات قرابة تسعة وتسعين بيتاً من الشعر ليثبت لنا أنه شاعر!، فقارئ اليوم يمل مهما كان متخصصاً في اللغة ومحبّاً للأدب، وعلى سيرة المعلّقات التي تعود أصولها ـ وعلى ذمّة الدراسات- إلى الممارسة البدائية المتمثّلة في ارتداء التمائم أو التعويذات حول الرقبة، وتعود هذه العادة إلى العصر الحجري، عندما كانت، تتكون المعلّقات من الأسنان والأحجار والأصداف..، أنصح كل من يسرق سرقات أدبيّة ويصدر كتباً خلال عام.. أن يرتدي تميمة تحميه من عين النقّاد قبل الحسّاد !
العدد 1213 – 12 – 11 -2024