ناصر منذر
رغم المطالبات الدولية المتواصلة لوقف العدوان على قطاع غزة المنكوب، يضرب الاحتلال الإسرائيلي كل تلك المطالبات بعرض الحائط، ويواصل حرب الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء القطاع، متسلحا بالدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة لمجرمي الحرب الصهاينة، هذا في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لقوات الاحتلال، وتنفيذها المزيد من العمليات النوعية التي تسفر عن إيقاع العديد من جنود العدو قتلى ومصابين على مختلف محاور التوغل في القطاع.
وفي هذا الإطار، أعلنت المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها استهدفوا مبنى يتحصن به 10 من جنود الاحتلال الإسرائيلي في حي القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة وأوقعوهم بين قتيل ومصاب، كما استهدفوا في المنطقة ذاتها، قوة راجلة بقذيفتين مضادتين للأفراد وأوقعوا أفرادها بين قتيل ومصاب.
وأكدت المقاومة أن مقاتليها تمكنوا أيضا من قنص جندي للعدو الصهيوني، واستهدفوا بقذيفة تاندوم جرافة عسكرية للعدو الإسرائيلي وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة. كما استهدفوا بعبوة العمل الفدائي دبابة ميركافا وجرافة عسكرية للاحتلال في حي تل الزعتر شمال قطاع غزة.
من جهة أخرى، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم جراء قصف الاحتلال المتواصل على الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن ستة فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، بقصف طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي مجموعة فلسطينيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، بنقل جثماين 6 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بعد استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعاً للمواطنين الفلسطينيين بالقرب من عيادة الوكالة على شارع البحر في المدينة.
وفي قصف مماثل، تم نقل شهيد ونحو 20 جريحاً إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعد قصف طائرة مسيرة للاحتلال من طراز «كواد كوبتر» في منطقة أبو اسكندر بحي الشيخ رضوان شمال المدينة.
وكان مستشفى العودة في النصيرات قد استقبل، صباح اليوم، جثامين ثلاثة شهداء و11 مصاباً إثر قصف استهدف منزلاً في حي الرحمة بمنطقة المخيم الجديد غرب النصيرات.
وارتكب الاحتلال فجر اليوم مجزرة في بيت حانون راح ضحيتها أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى، فيما استشهد 3 فلسطينيين جراء قصف منزل شمال مدينة غزة وأصيب 8 في قصف منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول 2023، إلى نحو 43,603، في حين تجاوز عدد المصابين 102,929 شخصاً، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال. ولا تزال الفرق الإنسانية والطبية تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى آلاف الضحايا، الذين يقبعون تحت الأنقاض أو في مناطق يصعب الوصول إليها، في ظل القصف المتواصل على القطاع.
في الأثناء أجبر الاحتلال الإسرائيلي مئات الفلسطينيين على النزوح قسراً من مراكز إيواء ومنطقة سكنية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة تحت إطلاق النار والقصف المدفعي الكثيف في ظل مواصلته عمليات الإبادة الجماعية شمالي القطاع لليوم الـ 39 على التوالي.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة حاصرت 130 عائلة داخل مراكز الإيواء والمنازل المحيطة بها في البلدة وأجبرت من فيها على النزوح قسراً تحت الرصاص والقصف باتجاه طريق صلاح الدين الذي يصل شمال القطاع بجنوبه، كما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من الأهالي.
وفي الخامس من تشرين الأول الماضي اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة للمرة الثالثة منذ بدء حرب الإبادة وفرضت عليه حصاراً مشدداً ومنعت دخول المساعدات إليه في ظل قصف متواصل أسفر عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني وإصابة الآلاف وتهجير الأهالي قسراً نحو جنوب القطاع.
ويعاني من تبقى في شمال القطاع ويقدر عددهم بمئات الآلاف من ظروف كارثية جراء الحصار والقصف، وتتفاقم الصعوبات بسبب منع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من العمل في المنطقة وتدميره للمنظومة الصحية وسط صمت المجتمع الدولي وعجزه عن وقف الحرب رغم قرار مجلس الأمن الدولي بضرورة إنهائها وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.