الثورة – متابعة عمار النعمة:
عقدت ندوة حوارية مع الباحثة والأستاذة الجامعية والروائية الدكتورة سلمى جميل حداد في الجامعة الأمريكية في الشارقة في ١١ تشرين الثاني 2024م، وسط حضور مهم وكبير، وقد تناولت محاور عديدة كان أولها رواياتها الأربع: سكينة ابنة الناطور، سأشرب قهوتي في البرازيل، أكمليني يا نائلة، جوريا داماسكينا.
وكان أحد أهم المحاور الطريقة التي كسرت فيها الشخصيات الرئيسة في الروايات الأربع القوالب وخرجت عن المألوف في قراراتها وفي رسم خطوط مستقبلها العريض بعيداً عن سلطة “النحن” وقريباً من رغبة “الأنا”.
كما تناولت الندوة مصطلح الضحية في الروايات المذكورة وتم تصنيف الشخصيات الرئيسة فيها بالضحايا المؤقتة التي تنتفض على واقعها الأليم وتخرج من النار لتعود إلى الحياة كطائر الفينيق، وبهذا تتمكن من استدعاء احترام القارئ وإعجابه بدلاً من استعطافه.
وناقشت الندوة الدور المهم الذي أدته الأم، سلباً أو إيجاباً، في تفعيل إرادة الشخصيات الرئيسة ووصولهن إلى ما أردن في نهاية المطاف.
أما على صعيد الشعر، فقد عرجت الندوة على مفهوم الدكتورة حداد للشعر الحر بما يمثله من خروج عن المتوقع وتحطيم للمألوف بغرض تحرير اللغة من قيودها المعجمية وتحرير القصيدة من منظوماتها الشعرية النمطية التي تحشرها في أبيات وتسجنها خلف قضبان الأوزان.
وقد قرأت حداد مقتطفات من ديوانها الأخير “في القطار السريع إلى لا أدري” الذي سينشره قريباً و يتألف من قصيدة واحدة تقع في أكثر من ٢٠٠ صفحة.
ويتناول الديوان مواضيع كثيرة منها الحب والحياة والموت والحروب والمعرفة والحقيقة والنفاق والكوارث الطبيعية والشعور بالانتماء واللا انتماء.
وبهذا يتبادل التفاؤل والتشاؤم الأدوار في تلك القصيدة، ولكنهما يتداخلان في مواقع مختلفة منها. وفي المحور الأخير للندوة تناولت الأبحاث الأكاديمية التي قامت بها البروفسور حداد وفيها تشدد على أهمية دراسة اللغة ضمن حاضنتها الثقافية.