دور المرشد النفسي في تقليص ظاهرة العنف الأسري والمدرسي

الثورة- رويدة سليمان:
تعاني أم محمد من ابنها، وهو طالب في الصف الثالث الابتدائي، ويعلن كل صباح تمرده على الذهاب إلى المدرسة خوفاً من تنمر وعنف زملائه.. يقول محمد: أخاف أن يضربوني إذا رفضت مقاسمتهم كل ما يوجد في علبة السندويش، وكذلك إذا امتنعت عن إعارتهم أقلامي.
ولا تزال أم محمد عاجزة عن إيجاد الدواء الناجع لابنها والحل المجدي لرفاقه رغم إعلامها إدارة المدرسة بذلك.
بغصة ووجع تتحدث شيماء لأمها عن ندبات وجروح، تلاحظها على صديقتها، إضافة إلى إهمال لثيابها وتأخرها الدراسي، وبعد محاولات عديدة تمكنت شيماء من اختراق حاجز العزلة والصمت لصديقتها التي أسرّت إليها بسوء معاملة زوجة أبيها، وذلك بعد أن قطعت لها وعد بالكتمان وعدم إخبار أحد.

ثقافة العنف ضد الأطفال وبينهم
تتعدد وتتنوع أشكال سوء معاملة الطفل (الجسدية والنفسية والجنسية والإهمال)، والأسرة ليست هي الجهة الوحيدة للإساءة، وإن كانت الجهة الأهم، بل هناك جهات أخرى من البيئة المحيطة، وتأتي في مقدمتها المدرسة، وتكشف الدراسة الميدانية لهذه الظاهرة عن حجمها وخطورتها، كما أنها تسهم في معالجتها من خلال التشخيص، وهو خطوة العلاج الأولى، وللمرشد المدرسي الدور الأكبر في تقليصها وحماية ضحاياها، وقد باتت ظاهرة العنف ضد الأطفال وبينهم تنتشر أكثر فأكثر وخصوصاً في المدرسة أو خارج أبوابها وقت الانصراف، وتدهشنا كمية العنف التي يختزنها الطلاب في مشاجرة ما من ضرب وشد شعر والإيقاع أرضاً، إضافة إلى السب والشتم والكلام الجارح والسخرية والاستهزاء.
يسهم الآباء من غير قصد بتعزيز ثقافة العنف في أبنائهم، إذ غالباً ما يحاكون سلوك آبائهم وأجدادهم العنيفة لتربية أبنائهم تربية صالحة بمعزل عما يجري حولهم من تغيرات جذرية في أساليب التربية الحديثة، لا بل يشدون على أيادي بعض المدرسين الذين يتخذون من العنف الجسدي أو اللفظي الجارح وسيلة للتربية والتعليم والضبط المدرسي، ويعتبرونه الأسلوب الأمثل لتنشئة الأبناء، ويجهلون ما قد يجره هذا الاعتداء، ولاسيما المعنوي، ولا تنتهي مضاعفاته بانتهاء فعل سوء المعاملة بل تمتد آثارها لتشمل حياته راشداً وحتى الشيخوخة..
من هنا تأتي أهمية دور المرشد المدرسي من خلال الاستماع إلى مشكلات الطلاب وتواصله اليومي معهم بنشاطات ومهارات حياتية محببة إليهم، يتمكن بواسطتها من التعرف أكثر عليهم أسرياً وتجاوز أي مشكلة عائلية بأمان عبر التواصل مع الأهل وتبادل الرأي حول الأبناء.
المرشد النفسي
تحديات كثيرة في عصر السرعة والتغيير والانفتاح الفضائي وعالم الشاشة الزرقاء تهدد دور المدرسة التربوي، وتجعها قاصرة عن تلبية حاجاته ومطالبه المعرفية والحياتية مما يؤكد أهمية تفعيل دور المرشد المدرسي ولاسيما في المرحلتين الإعدادية والثانوية، لقدرته على فهمهم وتقبلهم بما يتصف من خصائص وتأهيل علمي وتدريب مهني يمكنه من كسب ثقتهم فيه.
عن هذه الخصائص يقول الدكتور محمد عبد الحميد الشيخ حمود في كتاب «الإرشاد النفسي».. المرشد المدرسي مطالب بالتعامل مع مديري المدارس والمدرسين والموظفين في المدرسة والتلاميذ وأولياء الأمور على اختلاف شرائحهم المهنية والاجتماعية، ولا يمكنه التعامل مع هذا القطاع العريض المتنوع إلا إذا تميزت شخصيته بالثبات الانفعالي والاتزان النفسي والموضوعية في العلاقات الإنسانية، والتحلي بالصبر وروح المرح والدبلوماسية اللفظية والسلوكية، واتساع الأفق والتحرر من الشعور بالنقص والإحباط والقلق والتمسك بالالتزام والائتمان المهني.
ومن أهم الأسس الأخلاقية للإرشاد، اعتبار مشكلة الفرد كلاً لا يتجزأ ويتناولها من زواياها كافة، والمساعدة في حلها، والقرار النهائي ناتجاً عن اختيار المسترشد الحر وعلى مسؤوليته، والمقصود هنا أن يتدخل المرشد كي يبصر المسترشد بالأضرار التي قد يتعرض لها نتيجة لقراره من دون تعريض حرية المسترشد للخطر مع المحافظة على سرية المعلومات، لأنها أمانة يجب على المرشد حمايتها، ولا تخرج العلاقة بين المرشد والتلميذ عن الحدود المهنية المخطط لها والتي تهدف إلى مساعدته.
خدمات تربوية ونفسية كثيرة وكبيرة على المرشد القيام بها لتحسين العملية التربوية وتحقيق ذات الطالب وتوجيهه بما يناسب إمكاناته وقدراته وميوله، هي معجزات ما لم يتعاون معه الآباء والكادر الإداري والتربوي والمعنيين كافة، فيما يخص المشكلات السلوكية والدراسية للطالب.

آخر الأخبار
السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار "صحة اللاذقية" تتابع 24 إصابة بالتهاب الكبد A في "رأس العين" حملة إزالة الأنقاض تعيد الحياة إلى شوارع بلدة معرشمشة سوريا والصين.. رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي هل تعوق البيانات الغائبة مسار التعافي في سوريا؟ شوارع حلب تقاوم الظلام .. وحملات الإنارة مستمرة