الثورة- عبير علي:
شارك الفنان التشكيلي علي السعدي في المعرض الفني «تراث دمشقي»، المقام في مركز ثقافي برزة بعشر لوحات فنية، تمحورت مواضيعها حول عراقة وأصالة الشام القديمة، بهدف تسليط الضوء على ما تحمله أقدم عاصمة في التاريخ، من تراكب البيوت فوق بعضها، وأزقتها الضيقة والمتعرجة التي تعبق بالمحبة ورائحة الياسمين.
وفي تصريح لصحيفة «الثورة» حول مشاركته في المعرض، أشار السعدي إلى أنها جاءت لترسيخ ما تركه الأجداد، من محبة وتلاحم في حارات وأزقة دمشق القديمة، فهو إرث لابدّ للأجيال القادمة من حمايته والحفاظ عليه، لأنه يمثل ماضياً مشرقاً يحمل في طياته التآلف والمحبة والغيرية بين أفراد المجتمع الواحد.موضحاً أن لوحاته اتسمت بالرسم الواقعي، من خلال التصوير الدقيق لحارات وأزقة دمشق القديمة، كحي العمارة وساروجة وسوق الحميدية، مظهراً بعض المشاهد التعبيرية لحركات بعض المارة، ولكن بألوان مغايرة للواقع.
يقول: «استعملت تقنية ألوان الزيتي والإكرليك على خامة القماش، واقتصرت بعض اللوحات على تدرج اللون الواحد (البنفسجي أو التوتي أو الرمادي)، بينما اكتست أخرى بمزيج من الأزرق والبنفسجي الفاتح».وأضاف أن دمشق القديمة غنية بموروثها التاريخية، فهي تزخر بالقلاع والأسواق والحارات التي لا تزال تحتفظ بكل تفاصيلها، التي يعود تاريخها لمئات السنين، وتجعل من يزورها يقف مشدوهاً أمام عظمة هذه الحضارة، حيث تشكل كل حارة فيها قرية متكاملة، بكل معالمها وأزقتها ومداخلها الطويلة والضيقة ومبانيها الطينية المتراكبة التي يخيم عليها الهدوء والطمأنينة.
ذلك كله، دفعني للاهتمام بتفاصيلها، ولكي أنثر ألواني على القماش، لعكس هذه الحضارة القديمة وإظهارها في أبهى معانيها وصورها».