الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
صفوف طويلة تنتظر دورها لدخول معرض الكتاب في الشارقة لمجرد رؤية وسماع كلمات لاعب نادي ليفربول وقائد المنتخب المصري محمد صلاح، ورغم أن البطاقة ليست رخيصة إلا أن الجمع الغفير خاصة من الأعمار اليافعة يدهشك.
استيقظت على مهل كي أذهب لحضورالفعالية معتقدة أنها مثل الفعاليات الأخرى، ولكن عندما وجدت أن الاصطفاف للدخول يصل تقريباً إلى الفندق حيث أسكن أدركت صعوبة الأمر، سارعت وارتديت ملابسي على عجل، وحين دخلت بوابة المعرض فوجئت بهذا الكم الهائل من الحضور، أمهات مع أولادهم بأعمار صغيرة والجميع ينتظر دوره على مهل ضمن طابورتشعرأنه لا ينتهي.
وما إن أطل اللاعب الشهير لدخول قاعة الاحتفالات الضخمة، حتى سمعنا صراخاً هستيرياً أغلقت القاعة بإحكام على صلاح وجمهوره، ولأن القائمين على المعرض يدركون أهمية الحدث فقد وضعوا شاشة كبيرة خارج المعرض يمكن لكلّ من يريد حضور اللقاء كاملاً.
هنا ننتقل إلى حالة أخرى، كان (محمد صلاح) كلما تكلم كانت تضج القاعة بالتصفيق والهتاف له، حتى اضطر إلى أن يقول لأحد الحاضرين (اتركني أتكلم كلمتين) بطريقة مرحة تمّ تداولها على مختلف مواقع التواصل…
صحيح أن المعرض نجح في اختياره للنجم ليحكي تجربته الملهمة وكيف تمكن من الوصول إلى العالمية عبر تفكيرساعده على تحد لكلّ الصعاب ولأننا في حضرة الكتاب فقد أكد أن هناك كتاباً يضم سيرته الذاتية سيكتبه بنفسه، حتى يعرف الناس قصة كفاحه ونجاحه ومع أن جميع المقالات أكدت أن ما عاشه معرض الشارقة في الكتاب بدورته (43) حدثاً تاريخياً صنعه لاعب ليفربول محمد صلاح، إلا أننا نبقى أمام تساؤلات يطرحها مثل هذا الحدث…
ما نعيشه هو صنيعة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مؤثرة عند جيل كامل، فكم من قدوة فكرية وثقافية لم تحظ بكل هذا الاهتمام، فقد كانت القاعات الصغرى مخصصة للكتّاب والمفكرين والفلاسفة ،بينما فتحت أكبر قاعات المعرض لصلاح، فالحدث يصنع في أمكنة أخرى يتوق الجمهور لمجرد الاقتراب منها.
العدد 1215 – 26 – 11 -2024