هنا على هذه الأرض وفي كلّ فترة من الزمن يستوقفك حدث ثقافي تبدوعلائمه أن ثمة من يعمل ويثابرفي سبيل الثقافة التي هي هوية الشعوب، والضميرالوثاب على دروب الرقي الإنساني .
هذه الأيام تشهد حدثاً ثقافياً جميلاً وممتعاً يحمل في طياته نشاطات لافتة للإبداع السوري، أفلام ومسرحيات ومعارض … إنها احتفالية “الثقافة رسالة حياة” التي أقيمت بمناسبة الذكرى الـ 66 لتأسيس الوزارة والتي احتفلنا بها منذ أيام في دارالأسد للثقافة والفنون.
هذا الفعل الثقافي الحضاري الذي تضمن نحو 240 نشاطاً ثقافياً، منها الموسيقية والمسرحية والتشكيلية والسينمائية والفكرية والأثرية والتراثية حيث أقيمت بمختلف المحافظات السورية يجعل من الثقافة نمطاً وسلوك حياة، لا بل إن الاهتمام والعناية بالتراث السوري ضرورة ملحة ،لاسيما أننا تعرضنا لحرب ظالمة أرادت طمس هويتنا وتراثنا الذي نعتزونفخربه، الأمر الذي ضاعف من المبادرات والنشاطات للحفاظ على هذا الموروث وإبرازه للعالم .
كلّ هذه المبادرات وهذا الحراك الذي نراه في مختلف الجغرافيا السورية يبعث الطمأنينة على أننا ماضون في حماية ثقافتنا وصون تراثنا وتقديمه بما يعكس قيمته وترسيخه لقيم الأصالة والجمال، وبما يعزز دورالثقافة كحاضنة للإبداع، لكن علينا أن نتذكر بأننا لا يمكن أن ننشىء ثقافة مؤثّرة وصانعة لروح التغيير، دون النهوض بالقدرات المعرفية وترسيخ العمل الاجتماعي الجماعي، حتى لا يصبح الفعل الثقافي روتينيا ومحدود الأهداف، وبالتالي يفتقد القدرة على تحديد مساراته..