الثورة – ناصر منذر:
وسط تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني في مدن وبلدات الضفة الغربية، أحدثت تلك القوات اليوم دمارا واسعا في البنية التحتية لمدينة طوباس، ومخيم الفارعة جنوبها، بعدما اقتحمت المدينة ونكلت بسكانها، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بتفجير عدد من العبوات الناسفة بآليات العدو، وأوقع قوة له في كمين محكم.
المقاومة أكدت في بيان لها أنها أوقعت قوة للاحتلال الإسرائيلي في كمين بمحور الثغرة في مدينة طوباس بالضفة الغربية وفجرت عبوات ناسفة بآليات العدو محققة إصابات مؤكدة. مشيرة إلى أنها فجرت عبوة ناسفة بجرافة عسكرية للاحتلال في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واستهدفت بزخات كثيفة من الرصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور النخلة بالمدينة وحققت إصابات دقيقة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المدينة ، ومخيم الفارعة جنوبا، وشرعت بتدمير واسع للبنية التحتية، بعد أن حولت أحد المنازل في المدينة إلى ثكنة عسكرية، وداهمت العديد من المنازل، واعتقلت عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون، وسط مواجهات عنيفة، أصيب على إثرها فلسطينيان اثنان بشظايا الرصاص الحي.
كما أصيب العشرات بحالات اختناق بعد اقتحام قوات الاحتلال لبلدة الخضر جنوب غرب بيت لحم، خلال خروج طلاب المدارس، حيث أطلقت تلك القوات قنابل الغاز والصوت باتجاه منازل المواطنين الفلسطينيين مما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
يأتي ذلك في وقت أصيب عدد من الفلسطينيين، بالاختناق بالغاز السام، جراء قمع قوات الاحتلال ي المزارعين في قرية سالم شرق نابلس، حيث هاجمت تلك القوات المزارعين في المنطقة الشرقية من القرية، خلال توجههم إلى أراضيهم، ومنعتهم من قطف ثمار الزيتون، وأطلقت قنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق بينهم أطفال ونساء.
ويشهد موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية هذا العام اعتداءات متكررة من المستعمرين وقوات الاحتلال، وصلت إلى حد القتل، وحرق أشجار الزيتون وتقطيعها وسرقة المحصول، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت قوات الاحتلال والمستعمرون منذ بدء موسم الزيتون (407) اعتداءات، إذ رصدت الهيئة ارتكاب الاحتلال 120 حالة اعتداء، و242 حالة اعتداء للمستعمرين، و45 حالة اعتداء نفذتها الجهتان معاً. مبينة أن هذه الاعتداءات تراوحت بين الاعتداء الجسدي العنيف، الأمر الذي أدى إلى استشهاد شاب على يد مستعمرين في قرية سبسطية في محافظة نابلس، وامرأة برصاص الاحتلال في بلدة فقوعة في محافظة جنين، إضافة إلى حملات الاعتقال وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بأشكالها كافة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيا على الأقل بمناطق متفرقة من الضفة الغربية، بينهم طالبة، وطفل، بالإضافة إلى أسرى سابقين.
على التوازي يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات تحقيق ميداني في عدة بلدات، ويتخذ من منازل المواطنين الفلسطينيين ثكنات عسكرية، علماً أن عمليات التحقيق الميداني تصاعدت مؤخراً بشكل كبير في مدن الضفة كافة، وطالت المئات من الشبان.
يشار إلى أن حصيلة الاعتقالات منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني بلغت أكثر من 11 ألفا و800، من الضفة بما فيها القدس المحتلة.