عن المكان والأنثى

الملحق الثقافي- د. عبد الله الشاهر:
لم يخطر ببالي منذ أن يممت وجهي نحو الكتابة، أن أكتب عن المكان ولم يخطر ببالي مرة أن أقف على مفرداته … أو عند ذاكرته .. كنت أتذكر الأمكنة ولا أذكرها، أتجول في ذكراها ولا أوثقها … أتصورها ولا أصورها … ولم يدر بخلدي أنني سأقف ذات يوم في مواجهة مع المكان،المكان الذي شكلني، الذي كون طفولتي وصباي كنت أمر مروراً على مرابعه .. يستهويني ذكره .. ويؤلمني غيابه .. ولكني لم أشترك معه بوعي يجعلني أدقق فيه.. ولم أخل بنفسي ذات يوم كي أحلم فيه ..
ولم أشعر برغبة جامعة تدفعني إلى أن أتفحصه وأقرأ شواهده إلى أن جاءني خطاب صديق لي من المغرب العربي يطلب مني أن أكتب عن مدى تأثير المكان في حياتي الشخصية والأدبية …
صدمني خطابه أو بالأصح صفعني قرأت الخطاب مرات عديدة… فتهت فيه وكأن خطاب الصديق أيقظ في ذاتي.. الذات المكانية عندي، فكان سيلاً جارفاً وإذ بي وسط دوامة من الذكريات تنهش حضوري وتحط غروري، وها أنا أقف أمامي، لأراني وسط مسيرة لا أجزم أنني قادر على توصيفها .. وللأمانة فإني سأورد نص الخطاب الذي وجه لي الصديق الدكتور الحبيب دايم ربي) والذي يقول فيه:
حضرة الأستاذ الدكتور عبد الله الشاهر المحترم
بعد التحية والسلام :
نسعى في هذه الورقة بمساهمتكم إلى محاولة الربط الجدلي بين الإنسان والمكان من خلال تجميع شهادات في إصدار جديد لمثقفين ومبدعين ومفكرين توجد بينهم روابط الانتماء إلى مكان ما، بحكم الولادة، أو الوفادة، أو العبور ولاسيما خلال مرحلة حاسمة من مراحل نمو شخصياتهم.. ألا وهي مرحلة الطفولة والذي يهمنا هنا ليست جغرافية المكان كحيز جغرافي وحسب وإنما ما ظل عالقاً منها بالذاكرة لدى هذه الفئة من الناس الذين أصبحوا بحكم مجهوداتهم الشخصية وتضحيات أسرهم، جديرين بالافتخار، فأغنوا بذلك الرأسمال الرمزي لهذا المكان أو لسواه، ما دامت المدن والقرى والأطيان عموماً لا تأخذ معناها الحقيقي إلا عبر أبنائها البررة أو الذين حلوا بها فوشموها بشخصياتهم ومواقفهم وأعمالهم.
علماً بأننا حين نركز حديثنا عن مجال جغرافي محدود لا نفكر أبداً في انغلاق شوفيني، وإنما يهمنا إبراز إلى أي مدى ساهمت وتساهم الجغرافيات المختلفة في رسملة العنصر البشري ضمن الثروة المادية .. واللامادية للأوطان والشعوب
من هذا المنطلق نلتمس منكم مشكورين تقديم شهادة
مفتوحة مسترشدين بالإضاءات التالية:
كيف تحبون تقديم أنفسكم إلى من لا يعرفكم بالقدر المطلوب.. الألقاب والصفات والانتسابات). كيف تستعيدون ذكرياتكم عن الأهل والعشيرة بمسقط الرأس والولادة؟
أي الأطفال كنتم في علاقتكم بباقي أطفال تلك المرحلة أية أصداء المراحل الدراسة.. الإمكانيات الأساتذة.. الأصدقاء .. اللحظات الهاربة بحلاوتها وقساوتها الصعبة …. الخ؟ ما تمثلاتكم التي ظلت مترسخة لديكم عن «النبع» الذي ما زلتم تحنون إليه …؟
ماذا كان يعني لكم انتماؤكم إلى «الهناك»؟ هل من صلات مادية أو روحية ما تزال قائمة بينكم وبين هذا المكان …؟
بوسعكم إضافة أية معطيات أو تفاصيل ترونها مناسبة. ولكم جزيل الشكر
الحبيب دايم ربي (المغرب)
فكتبت :
إبداعك.. إنسجامك .. وفي الغياب عنها.. تسوء الحياة.
وتتعرى حروف الروح .. فتصبح لا طعم لها …. فأرني ثراءك .. من غير كلام .. كي أكشف على ملامح ذاكرة باتت تعلن ربما عن نفاد رصيدها إلا من ذكريات ..؟ وبعيداً عن فضاضة الواقع .. ألوذ بالذكرى علها تكون محطة في قطار العمر …
وكبقايا حلم … يوقظ فيك جذوة الحب من جديد …
تحضر الأنثى .. التي بحضورها تزيل رماد الأيام.
فتتقد روحك التي كبت …
أتدري أن كبوة الروح ليست بزمنها .. أو بموقفها
بل بعثراتها التي تجعلك تشيخ وأنت في ريعان شبابك. الأنثى .. كيمياء الروح .. وماء الشباب الدائم .. ولغبائنا الاجتماعي .. أننا جعلنا في حياتنا الحب من شبه المحرمات .. نخشاه …
نتجنبه .. وقد ترهبنا هذه المفردة.
إنهم يرون الحب خطيئة الجسد يا لهم من أغبياء لا يرون في الحب إلا الجسد لا يرون ارتقاء الأنثى كروح
أنا يا صديقي أحياناً أتعاطف مع هؤلاء… أو ربما أشعر أنهم أخطؤوا الهدف فرأوا في الحب خطيئة الجسد …
ذلك أنهم لم يلتقوا بامرأة أنثى … إنهم التقوا بنساء لم يعرفن الحب …. ومن لا يعرف الحب… لا يستطيع أن يمنحه للآخرين.
النساء اللواتي التقوهم هن من بعض النساء اللواتي كان لديهن القدرة على التلاعب … على التوزيع الأدوار فهي
تكتب لأحدهم… وتفكر بآخر… وتواعد ثالثاً . تلتقي برابع … وتظل تبحث عن رجل لا يشبه أحداً …. هذه النوعية من النساء ملوثة من الداخل لذلك لا يعرفن الحب…. لم أكتشف سلوك هذه النوعية بعد ..!!؟ هل اكتشفتها أنت …؟ أو بالأحرى .. .. هل تعاملت. مع هذا النوع من النساء هذا النوع لا يشعرك بالأمان .. ولا يوحي لك بالمكان. أن تكون المرأة وطناً .. مكاناً .. هي المرأة الأنثى ..!! أتذكر ساحة العيد … هي ساحة في وسط المدينة..
كان أعد للمناسبات.. فكانت مبعث فرح لي .. تنصب فيها المراجيح ليلة العيد … ويأتي الباعة إليها من مكان يعرضون بضائعهم .. هي في الأغلب حلويات ولعب.
                          

العدد 1216 –3- 12 -2024     

 

آخر الأخبار
تعاف جديد للقطاع الصحي بانطلاق تأهيل مستشفى معرة النعمان الوطني اجتماع تنسيقي لوضع اللمسات الأخيرة على المركز الوطني لمكافحة الألغام في سوريا جسور سوريا .. دمرها النظام المخلوع والفرنسيون سيؤهلونها  37 جسراً بأيدي " ماتيير " الفرنسية  الإرث الثقافي السوري العالمي يحتل ريادة  الحضارات إعادة رسم خريطة الإدارة المالية... قانون جديد قيد التشكل سمفونية رائعة الألحان.. سوريا من أغنى الدول بتداخل ثقافاتها تكريم رواد "الوفاء لحلب".. تكافل شعبي يعيد الحياة للمدينة محولة كهربائية جديدة لمركز العريضة في جبلة بسعة 2000 ك.ف.أ ملف العهد الشخصية على طاولة "المالية" و"الرقابة"… والحل قيد الإقرار تصريحات المعنيين .. ورواتب السوريين! تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها