الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
لابدّ لنا من الاعتراف أنّنا بطيئون في مواكبة تحديّات العصرالرقميّ وتفعيله ثقافياً كما ينبغي، وربما نكون عاجزين عن تأريخ وأرشفة الإنجازات الثقافيّة المكتوبة والمقروءة والمسموعة والمشاهدة أيضاً ولاسيما القديمة منها، وهو ما ينوّه به المعنيّون في الشأن الثقافي بين حين وآخر، وينعكس ذلك على المسرح أيضاً، على سبيل الذكر وليس الحصر، فمن خلال متابعتي لهذا «الأب العظيم» للفنون كافة، طالب المعنيّون في أيام الثقافة السوريّة مؤخراً في أرشفة صفحات منسيّة في المسرح السوري كي لا تبقى منسيّة بل تصبح مرجعاً موثقاً للأجيال القادمة وكل من يخطوعلى خشبته، وهذا يتطلّب تكاتف جهود وزارتيّ الثقافة والإعلام لتفعيل الأرشفة والتأريخ بإنشاء مرصد يحتوي المعلومات الموثوقة والفعاليّات الرسميّة التي قد تغيب عن جهات خاصة تهتم بالشأن الثقافي لكن جلّ همها التمويل والإعلان لاالأرشفة التي تحتاج إلى وقتٍ طويل بإدارة متخصّصين يتابعون الشأن الثقافي الثّري الذي ينبض بالحياة ولم يتوقف يوماً عن العطاء رغم الحروب التي عاشها طيلة سنوات حرب قد مرّت من هنا فصنعنا منها كتاباً ومسرحاً وأغنية وسينما ودراما، ثقافة عبّرت عن وجوهنا المتعبة والفرحة في آن، فآنّ لنا أن نوثّق هذه النتاجات الثقافيّة التي سيمرعليها التاريخ وسيذكرها الأحفاد بأنّنا كنّا ولازلنا نمارس الحياة بأطيافها رغم بارود الحرب وهي بالأمس احتفلت الثقافة السوريّة بهويّتنا الفكريّة الوطنيّة التي بها نفخر وهي إرثنا التاريخيّ لأجيالنا القادمة.
العدد 1216 –3- 12 -2024