الثورة – هراير جوانيان:
شهدت منافسات النسخة الجديدة لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم (2024-2025) الكثير من المفاجآت، وذلك بعد أن أشارت التوقعات إلى سيطرة الأندية الكبيرة على المراكز الأولى، وتأهلها مباشرة وبسهولة إلى الدور ثمن النهائي من المسابقة، دون الحاجة إلى خوض الدور الفاصل، قبل أن تصطدم بالأمر الواقع، وذلك بعد مرور خمس جولات منذ انطلاق المنافسة، إذ تحوّل النظام الجديد للعديد من كبار القارة الأوروبية من نعمة إلى نقمة.
ليفربول في القمة
ويُعتبر ليفربول الإنكليزي هو الفريق الوحيد من بين الأندية الأوروبية الكبيرة، التي تألقت في التشامبيونزليغ هذا الموسم، إذ جمع العلامة الكاملة بين (36) نادياً، حتى الآن، وذلك بعد أن حققت تشكيلة المدرب الهولندي، آرني سلوت خمسة انتصارات على التوالي، وكانت على حساب أندية: ميلان وبولونيا الإيطاليين ولايبزيغ وباير ليفركوزن الألمانيين وريال مدريد الإسباني، كما يحلّ نادي إنتر ميلانو الإيطالي في المرتبة الثانية بـ(13) نقطة، ودون أن تستقبل شباك الحارس السويسري، يان سومير، أي هدف في المباريات، بعد ما فاز الفريق في أربع مباريات ضد أندية: النجم الأحمر الصربي ويونغ بويز السويسري وآرسنال الإنكليزي ولايبزيغ الألماني، وتعادل قبلها أمام مانشستر سيتي الإنكليزي.
وتعافى نادي برشلونة الإسباني من خسارته في الجولة الأولى أمام موناكو، ليحقق أربعة انتصارات توالياً على حساب أندية: يونغ بويز السويسري وبايرن ميونخ الألماني والنجم الأحمر الصربي وبريست الفرنسي، ليحتل المركز الثالث برصيد(12) نقطة، بالتساوي مع بروسيا دورتموند الألماني، كما ساهم النظام الجديد لبطولة دوري الأبطال في تألق أندية أخرى على غرار أتلانتا الإيطالي، الذي جمع (11) نقطة، ليحتل المركز الخامس، فيما يأتي في المركز السادس ناديا باير ليفركوزن الألماني وآرسنال الإنكليزي، بالإضافة إلى أندية أخرى حققت مفاجآت كبيرة لحد الآن، ويتعلق الأمر بكل من أستون فيلا الإنكليزي وسبورتنغ لشبونة البرتغالي وبريست وليل وموناكو الفرنسية، إذ نجحت كلها في جمع عشر نقاط حتى الآن.
تعثر الأندية الكبيرة
وفي المقابل، فإن الشكل الجديد لبطولة دوري أبطال أوروبا كان نقمة بالنسبة للعديد من الأندية الكبيرة، على غرار بايرن ميونيخ الألماني، الذي حقق ثلاثة انتصارات وانهزم في مناسبتين أمام برشلونة وأستون فيلا، وهو الأمر نفسه بالنسبة لفريقي أتلتيكو مدريد الإسباني وميلان الإيطالي، إذ نجح الفريقان في استعادة توازنهما، كما هو الحال مع العملاق البافاري بالفوز في ثلاث مباريات من أصل خمس، لكنهما سيجدان صعوبة في التأهل المباشر إلى الدور ثمن النهائي خلال الفترة المقبلة.
واعتاد نادي مانشستر سيتي الإنكليزي التأهل المبكر إلى الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا، لكن كتيبة المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، لم تنجح هذه المرة في مواصلة التألق منذ انطلاق المسابقة بشكلها الجديد، لتحقق الفوز في مباراتين على حساب فريقي سلوفان براتيسلافا السلوفاكي وسبارتا براغ التشيكي، وتتعادل مع إنتر ميلانو الإيطالي وفينورد الهولندي، وانهزمت ضد سبورتنغ لشبونة البرتغالي بنتيجة(4-1)، ولم يجمع النادي السماوي سوى ثماني نقاط محتلاً المركز الـ(17) مع الإشارة إلى أن رفاق النرويجي إرلينغ هالاند سيواجهون أندية: جوفنتوس الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي وكلوب بروج البلجيكي في المباريات المقبلة، لتتقلص حظوظ حامل لقب البريمييرليغ في احتلال أحد المراكز الثمانية الأولى المؤهلة مباشرة للدور المقبل.
ويتعلّق الأمر نفسه بحامل لقب النسخة الماضية، نادي ريال مدريد الإسباني، والذي يحتل المركز الـ (24) في الوقت الحالي برصيد ست نقاط، وقد حققها الفريق الأبيض من خلال الفوز على فريقي شتوتغارت وبروسيا دورتموند الألمانيين، فيما تعرضت تشكيلة المدرب الإيطالي، كارلو أنشيلوتي، للخسارة في ثلاث مباريات، وكانت أمام كل من: ليل الفرنسي وميلان الإيطالي وليفربول الإنكليزي، مع العلم بأن رفاق البرازيلي فينيسيوس جونيور سيواجهون في المباريات المقبلة أندية: أتلانتا الإيطالي وسالزبورغ النمساوي وبريست الفرنسي.
ويبدو باريس سان جيرمان، الذي يحلّ في المركز الـ(25) فقد كل حظوظه في التأهل المباشر إلى الدور ثمن النهائي، إذ لم يجمع النادي الباريسي سوى أربع نقاط في المباريات الخمس الماضية، وذلك من خلال الفوز على جيرونا الإسباني، ثم التعادل مع أيندهوفن الهولندي، والخسارة ضد أرسنال الإنكليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، على أن تواجه تشكيلة المدرب الإسباني، لويس إنريكه في المباريات الثلاث المقبلة كلاً من سالزبورغ النمساوي ومانشستر سيتي الإنكليزي وشتوتغارت الألماني.