الثورة – ديب علي حسن:
اليوم تكتمل دائرة الحقد والنار والغضب التي أضرمها أعداء الإنسانية والحضارة والقيم على سورية.
لم نكن لنجهل أنهم يكيدون ويعملون ليلاً نهاراً من أجل النيل منا، ومحاولة اغتيال الدور الإنساني والحضاري والثقافي الذي تمثله سورية عبر آلاف السنين.
نعرف هذا ونعرف أنهم يحشدون كل أدوات الشر والفتك لتكون سلاحاً معهم.
لكننا لم نكن نتصور أنهم مازالوا في دائرة الغباء ذاتها ويعيدون الكرة نفسها وبالأدوات نفسها مع محاولة تطويرها وتجديد سلاحها الحربي والإعلامي.
ومن الغباء.. بل من تفاهة العقل الغربي الداعم له، أنه لا يفكر إلا بمصلحة الكيان الصهيوني المشغل الأساسي لهم.
لو كان ثمة عقل غربي سياسي وفكري يحمل قيماً فكرية وإنسانية لتوقف من زمن بعيد عند فظائع هذه الجماعات الإرهابية وما فعلته في كل أرض حلت بها.
لو كان النتاج الفكري الغربي حقيقياً كما يدعون، وأصيلاً بالقيم الإنسانية، لعرفوا مدى هذا التوحش الذي يطال الجميع، ولن يقف هنا بل هم سيكونون الهدف الأول والأخير له.
ألا يتطابق فكر الإرهاب التكفيري مع الفكر الصهيوني.. فكلاهما يريان أن الآخر خلق ليكون عبداً لهم.
المعركة ليست عابرة ولا هي ضد سورية وحدها، إنما على الإنسانية كلها.
وعلى العالم كله أن يقول كلمته الآن وليس بعد فوات الأوان.
إنه البلاء الذي لا يترك أحداً وناره ستحرق من مد له وقوده.
نحن باقون متجذرون، جراحنا أكبر من خارطة الكون كله.. دماؤنا تعطر التاريخ، ولكننا لم ولن ننكسر، عرفنا الكثير وعبرنا ويلات الحروب ولن نمحى بزوبعة، لأننا لو نقاتل الحلك الباغي ننتصر.