مراسلة “الثورة” في دمشق وعد ديب:
تشهد البلاد في مثل هذه الفترة من العام موجة صقيع.. ولكن ثمة مؤشر إيجابي بعد فجر الثورة السورية، وهو توفر المحروقات، ومنها المازوت الخاص بالتدفئة المنزلية وبأسعار تنخفض كل يوم تدريجياً، بحيث تناسب القدرة الشرائية لجميع المواطنين.
وعند جولتنا في بعض أحياء دمشق، وعلى مفارق الطرق الرئيسية، وفي بعض من أحياء جرمانا، استوقفتنا ظاهرة بيع المازوت الحر من قبل أشخاص يبيعون المادة بطريقة حرة مجهولة المصدر، عن طريق صهاريج وسيارات تجوب الشوارع، وهي تبيع المازوت بسعر حوالى ١١٠٠٠- ١٤٠٠٠ ليرة لليتر الواحد، تحتوي على خزانات من المادة، والملاحظ تدفق العشرات من المواطنين للشراء.
“الثورة” استطلعت آراء مختلفة من المواطنين الذين يشترون مادة المازوت من أصحاب الصهاريج المنتشرين بالشوارع.
لين حمشو- ربة منزل، قالت: أصبحت قادرة على تأمين الدفء لعائلتي، فقد اشتريت كميات تقيني من برد الشتاء.
زين محمد- موظف، قال: يتوافر المازوت بأسعار تناسب الجميع وبالكميات التي يرغبونها، فأستطيع شراء لو كمية قليلة لكنها متوفرة أكسر بها برد المساء.
أما عادل بدرة- تاجر خضار، قال: اشتريت كمية من المازوت المباع على الطرقات وسبب لي الكثير من المشكلات الصحية، ناهيك عن رائحته الكريهة وصوته المزعج عند الاحتراق.
وفي حديثنا مع بعض أصحاب الصهاريج لبيع المازوت وسؤالنا عن المصدر، كشف خلف العبد الله- بائع وسائق صهريج مازوت، في حي النهضة بجرمانا، أن هذا النوع من المازوت جيد ونأتي به من المنطقة الشرقية، وبأسعار أقل من الأسعار المعتمدة من قبل الجهات الرسمية، ويعود الانخفاص في سعره إلى الطرق البدائية في تكريره والاعتماد على مصاف أهلية محلية.
وأشار إلى أن هناك نوعين من المازوت الأحمر والأسود، ويأتي الأحمر منه عادة أغلى من الأسود، فهو أكثر نقاء وننصح الزبائن به.
وعن الأسعار قال: نبيع ليتر المازوت الأحمر ب13000 ألف ليرة، أما ليتر المازوت الأسود نبيعه ب11000ليرة.
الأستاذ الجامعي في كلية العلوم نضال حسين، بين أن المازوت القادم من المناطق الشرقية والذي يباع على مفارق الطرق في جميع الأحياء دون رقابة يعتبر مخالفا لجميع المواصفات كما أنه مسرطن ويؤدي إلى عواقب خطيرة.
متابعاً أنه يحتوي على مركبات فيها كربوهيدرات عالية، ومزيج من كربون- كبريت- آزوت، وهذا يعطي أكسدة تشكل خطراً على حياة الإنسان، وأن اللون الأسود منه خصوصاً مخالف لجميع المواصفات، وهذا الكلام مبني على دراسات علمية من قبل مخابر متخصصة نجريها على عينات من المادة بين الفينة والأخرى.
ونوه بأنه غير مكرر بشكل صحيح والمواد الداخلة فيه متنوعة وتحتاج إلى عزل، ولا يجب استخدامه لا بالمنازل ولا بالآليات، فهو لا يشغل الآليات وحرقه بالمنازل يعطي مخلفات ضارة للإنسان.
على منحى آخر أبدى الكثير من المواطنين ارتياحهم لتوفر المازوت في محطات الوقود الرسمية، والتي تعتبر الضامن الوحيد لجودة المنتج وسلامة المصدر، ويستطيعون التعبئة منها كما يشاؤون وبالكميات التي يريدونها، ويباع ليتر المازوت في محطات التعبئة الرسمية ما بين 15-16 ألف ليرة.