لم يكن اكتشاف السيارة المفخخة التي كانت قادمة باتجاه مدينة حلب من مناطق سيطرة قوات قسد، أول اختبار للأجهزة المعنية بحفظ الأمن في سوريا، خلال الثلاثين يوماً التي أعقبت سقوط النظام المجرم، بل على العكس من ذلك تماماً، فقط كانت الأيام القليلة الماضية متخمة بالاختبارات الأمنية التي استطاعت فيها قوات الشرطة والأمن، نشر الآمان في مناطق عديدة في مختلف أنحاء سوريا.
خلف المشهد، يبدو واضحاً ذلك التنسيق الدقيق والكبير بين إدارة الأمن العام وجهاز الاستخبارات العامة، حيث يؤكد كشف هذه المفخخة قبل وصولها إلى هدفها، وإحباط مآرب من قام بهذا الفعل الإجرامي المشين، أن هناك جهودا جبارة يقوم بها رجال الشرطة والأمن من أجل حفظ أمن وآمان السوريين، لاسيما بعد سنوات الخوف والألم التي خلَّفها النظام البائد.
بيان وزارة الداخلية التي أكدت فيه بقاءها على أهبة الاستعداد تجاه أي محاولة تعدٍّ على الشعب السوري وممتلكاته، يجسد الدور الحقيقي لقوات الشرطة في السهر والعمل الدؤوب لحفظ الأمن وحماية كل ما من شأنه أن يعكر ويكدر صفو السوريين، خصوصاً وأن أفراحهم بالخلاص من النظام المخلوع ماتزال وستبقى عنواناً دائماً لأمنهم وحاضرهم ومستقبلهم الذي كان فريسة للاستبداد والطغيان.
يبقى أن نشير أن أهلنا السوريين يعلقون أمالا كبيرة على عناصر الأمن العام والداخلية في ضبط الأمن ونشر الأمان وأن يجتهدوا أكثر ويكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه المخاطر بشكل أكبر ليكونوا على قدر أمال أهلهم.
فؤاد الوادي