الثورة – غصون سليمان:
رغم كل الصور الضبابية التي يحاول البعض تسويقها عن الشعب السوري الذي يخضع اليوم بكل دقة لمجهر التجاذبات المحلية والإقليمية والدولية، نتيجة التغيرات الجذرية بعد تداعيات سقوط حكم الأسد وانتصار ثورة الحرية، تبقى الحقيقة الواضحة على الملأ أننا سوريون وسنبقى عين الوطن، كما كنا على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل، ندرأ كل خطر يحوق بنا من أي صنف كان، متعاونين ومساندين لإدارة التغيير الجديدة بما تتطلبه هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا العصية عن الانكسار.
وبالتالي لن يبقى أبناء المجتمع على قيد الانتظار، بل هم الفعل ورد الفعل في دائرة التأثير الداخلية والخارجية.
سوريون بجميع مسمياتهم وعلى امتداد جغرافية الوطن هم واسطة العقد كل مع الكل وليس بعض مع البعض.. فشرايين الوطن كما الجسد الواحد.. أي أذى أو اختلال في أي عضو هو تشوه وتشويه، ليس فقط على الصعيد البشري، وإنما الجغرافي والتاريخي والإنساني.
سوريون لنا في تجارب التاريخ مأثرة وفي الحاضر قول وفعل.. علينا ترجمته بإتقان المواطنة والقوانين الناظمة لآليات عمل الدولة.
لن نعود إلى الماضي بقدر ما نتطلع إلى المستقبل وننهض بمجتمعنا على جميع المستويات، وفي مقدمتها تحقيق الأمن والأمان، فهما ضمان الاستقرار والتقدم الحقيقي لجميع خطوات البناء التي تحتاج إلى تضافر جهود ومسؤوليات جميع أبناء الشعب، فلا أحد أولى بأن يغار ويخاف على البلد أكثر من أبنائه الشرفاء الوطنيين وما أكثرهم، فقد أثبتت تجارب الأمم والشعوب أن الأوطان لا تبنى إلا من الداخل بهمة وعزيمة أبنائها.. كل أبنائها.. لتبقى سوريا الحرة الأبية قلب العالم ومقصد الكون للسلام والأمان ووجه الإنسانية الحقيقي.
#صحيفة_الثورة